تزايد ضحايا الانفلات الأمني في إقليم دارفور خلال الأيام القليلة الماضية وسقط طالبان جامعيان برصاص مجهولين ما دفع حكومة ولاية شمال دارفور إلى رفع درجة الاستعداد القصوى لدى القوات الحكومية وحظر حركة الدراجات النارية، بينما حذر حزب الأمة بزعامة الصادق المهدي من «ثورة جياع» في البلاد، مشيراً إلى اكتمال شروط انتفاضة شعبية لإطاحة نظام الرئيس عمر البشير. وتوفي طالب جامعي متأثراً بإصابته بعد أن أطلق عليه مسلحون الرصاص في الفاشر عاصمة شمال دارفور، واتهم حاكم الولاية عبد الواحد يوسف، «أيادٍ» بتحريك جرائم القتل والنهب، بينما حظرت السلطات حركة السيارات الحكومية في المدينة ليلاً لحمايتها من حوادث الخطف. وأطلق مسلحون النار على الطالب محمد أزهري أبو، في الفاشر، ما أدى إلى وفاته في المستشفى أمس، متأثراً بإصابته البالغة. وشهدت مدينة الفاشر أخيراً عدداً من الحوادث، من بينها 5 حالات اغتيال خلال أسبوع. واتهم يوسف جهات بالعمل على نسف الأمن والاستقرار في كل ولايات دارفور. واتهم جهات لم يسمها بأنها تعمل لإبقاء دارفور في حالة «اللاأمن واللااستقرار»، وأكد أن الإقليم مستهدف بأن يبقى على هذه الحالة. وأشار الوالي إلى أن هناك أيادي تحرّك الأحداث والتفلتات الأمنية في ولايات دارفور وليس شمالها فحسب، في إشارة إلى الأحداث الأخيرة التي شهدتها ولايات الإقليم. وفي ولاية وسط دارفور، قال حزب المؤتمر السوداني المعارض أن الطالب هاشم السنوسي عضو مؤتمر الطلاب المستقلين في جامعة الجنينة توفي إثر إصابته بعيار ناري في زالنجي خلال احتفال في المدينة عقب عودة قوات حكومية من العمليات في منطقة جبل مرة. وطالب الحزب في بيان بتحقيق عادل وشفاف فى الحادثة ومحاكمة الجناة الذين تسببوا بمقتل الطالب. من جهة أخرى، أكد رئيس حزب الأمة الصادق المهدي اكتمال كل شروط الانتفاضة الشعبية السلمية التي قال إنه لا ينقصها سوى التخطيط الذي يجعلها فاتحة لبناء الوطن. وذكر المهدي في خطاب موجه إلى انصاره من مقر منفاه الاختياري في القاهرة أن الاحتقان في السودان بلغ ذروته «ما يجعل عامنا هذا الأقرب لميلاد نظام جديد»، واعتبر تحالف المعارضة «قوى نداء السودان» توازناً جديداً في القوى بالبلاد. وقالت الأمينة العامة للحزب سارة نقد الله إن الأزمة الاقتصادية صارت خانقة وبلغت مداها، إضافة الى الارتفاع الجنوني للأسعار وتردي الخدمات وزيادة الفجوة الغذائية واتساع دائرة الفقر والعوز والمرض.