في وقت كان عبد المالك سلال، رئيس الحكومة السابق الذي يدير حملة الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة يقود مهرجاناً شعبياً في تيزي وزو عاصمة منطقة القبائل امس، كانت مصالح الأمن تنفذ «حصاراً» على المدينة خشية اندلاع أعمال عنف شبيهة بما وقع في بجاية حيث رفض المرشح المنافس علي بن فليس «تلميحات» لأنصاره بتغذية العنف وفقاً لاتهامات حلفاء الرئيس الذين حملوا المسؤولية أيضاً الى حركة «بركات» وتنظيم انفصالي يعرف اختصاراً ب «ماك». ووصل سلال إلى تيزي وزو في الصباح الباكر، تفادياً لأعمال عنف قد تحول دون وصوله الى مقر المهرجان، علماً ان تيزي وزو تعرف بأنها معقل المعارضة ورافضة للنظام من منطلق متطرف وتقليدي منذ استقلال البلاد قبل نصف قرن. وشكلت الدعوة الى المهرجان في المدينة تحدياً بالنسبة الى سلال الذي منع من قيادة حملته في بجاية، ثاني مدن القبائل. واعتقلت أجهزة الأمن في تيزي وزو، عشرات المحتجين الذين حاولوا التجمع خارج مقر المهرجان في دار الثقافة التي فرض رجال الشرطة طوقاً حولها. ونقل سلال إلى سكان تيزي وزو تحية من الرئيس بوتفليقة المرسح لولاية رابعة، وقال مخاطباً الحضور في المهرجان: «أوصاني الرئيس بتوصيل سلامه اليكم». في المقابل، رفض المرشح بن فليس أن توجه اليه اتهامات من شخصيات تدعم بوتفليقة، بسبب أحداث العنف التي وقعت في بجاية. وأوضح أنه ابتعد عن الرد على «الاتهامات الخطرة» التي طاولته، حرصاً على ألا يتم استدراجه إلى ما وصفه ب «مستوى الجدل العقيم». ومعلوم أن حملة بوتفليقة اتهمت بالعنف حركة «بركات» و»حركة الحكم الذاتي في منطقة القبائل» (ماك) وهي تنظيم انفصالي يقوده الناشط البربري فرحات مهني. وعبر بن فليس الذي نقل حلفاء لبوتفليقة عنه، «أسفه للجو المضطرب الذي تجري فيه الحملة الانتخابية»، في أشارة إلى الأحداث في مدينة بجاية التي دفعت سلال إلى إلغاء مهرجان شعبي هناك.