فارق لاجئ سوري الحياة أمس في مخيم الزعتري للاجئين السوريين في شمال شرقي الأردن، في أعقاب اندلاع موجة شغب كبيرة مساء أول من أمس داخل المخيم، في وقت أعلنت السلطات ارتفاع حصيلة الإصابات بين قوات الدرك الأردنية إلى 29، إضافة إلى إصابة 3 سوريين، إثر الاشتباكات. واصطدمت الروايات الرسمية بروايات لاجئين، حول الأسباب التي أفضت إلى حدوث اشتباكات داخل المخيم، الذي يقطنه قرابة 130 ألف لاجىء، والتي وصفتها الأممالمتحدة بأنها «الأكبر على الإطلاق». وكثفت أجهزة الدرك والشرطة والاستخبارات وجودها أمس على مداخل ومخارج المخيم. وأعلن مسؤولون أمنيون بدء مسح أمني في كل أرجاء المخيم لضبط «متورطين بحوزتهم أسلحة». وبينما قالت مصادر داخل المخيم إن سبب الشغب يعود إلى مشكلة بين اللاجئين وسكان أردنيين قريبين من مكان التجمع الإنساني، عزت مصادر أخرى السبب إلى خلافات على الدخول والخروج من أحد أبواب المخيم. وقال مدير المكتب الإعلامي في مديرية الأمن العام عامر السرطاوي إن «الاشتباكات تعود إلى عدم تقيد بعض اللاجئين بتعليمات الدخول والخروج من المخيم، إضافة إلى اعتراض بعضهم على تعليمات لمنع التهريب من المخيم وإليه». وأصدر المكتب الإعلامي في مديرية الأمن العام لاحقاً بياناً اتهم فيه مجموعة من اللاجئين بإثارة الشغب ومحاولة الاعتداء على مقار الجهات الأمنية داخل المخيم وبعض الممتلكات، احتجاجاً على ضبط أشخاص غادروا المخيم في شكل غير قانوني. وأضاف البيان أن «مثيري الشغب قاموا أيضاً بإشعال ست خيام ومنزلين، وأنه تمت السيطرة على النيران دون إصابات، وأن القوات الأمنية تعاملت مع الحادثة بالطرق المتعارف عليها مستخدمة الغاز المدمع». وفي السياق ذاته، عقد مسؤول شؤون المخيمات الأردنية العميد وضاح الحمود مؤتمراً صحافياً أمس، داخل المخيم، أعلن خلاله تشكيل لجنة لإجراء تحقيق أمني موسع في أحداث الشغب. وقال إنه «يجري العمل حالياً على مسح دقيق لكل أرجاء المخيم، للبحث عن متورطين وأسلحة». وأضاف أن «مقتل اللاجئ واسمه خالد النمري (25 سنة) جاء نتيجة إصابته بطلق ناري في منطقة الرأس من الخلف، وأن هناك إصابة أخرى للاجىء آخر بطلق ناري أيضاً». ونفى استخدام قوات الدرك الأسلحة خلال فض الاحتجاج، مؤكداً انها استخدمت الغاز المدمع، لكن لاجئين اتهموا قوات من شرطة البادية بإطلاق النار في شكل عشوائي. غير أن الحمود اعتبر أن «الرصاص الذي أصيب به اللاجئان لا يزال مجهول المصدر، وأن التحقيق سيؤدي إلى المتورطين». وقال إن «أعمال الشغب وقعت عند محاولة 3 لاجئين دخول المخيم أول من أمس ومعهم ثلاث حقائب، قبل أن توقفهم القوات المتواجدة على أحد مداخل المخيم، وتزامن ذلك مع محاولة 10 لاجئين آخرين الخروج من المخيم». وأضاف «نشبت مشادة كلامية بين قوات الأمن الأردنية واللاجئين، وتطورت إلى رشق عناصر الأمن بالحجارة وحدوث اشتباكات شارك فيها قرابة 5 آلاف لاجىء». لكن عدداً من اللاجئين أكدوا لوسائل الإعلام التي هرعت إلى المكان، أن «أحداث الشغب اندلعت خلال عودة بعض اللاجئات العاملات في إحدى المؤسسات التابعة للمخيم، حيث تعرضن لمضايقات من بعض عناصر الأمن المتواجد عند مداخل المخيم». وكان وزير الدولة لشؤون الإعلام، الناطق باسم الحكومة محمد المومني، أكد ل «الحياة» ليل السبت- الأحد وقوع إصابات بين الدرك الأردني واللاجئين السوريين، وقال إن تحقيقات تجرى حالياً، لمعرفة حقيقة ما جرى. وقال المفوض العام لشؤون اللاجئين السوريين في الأردن أندرو هاربر إن «موجة الشغب التي اجتاحت الزعتري، هي الأكبر منذ يوليو(تموز) وأغسطس(آب)» الماضيين. وأضاف أن «جهوداً جبارة بذلت لضبط الأوضاع داخل المخيم، وساهمت في تهدئة الأجواء منظمات مجتمع مدني إضافة إلى الأممالمتحدة، والعمل جار على تحسين الأوضاع هناك». وأشار هاربر إلى دخول 15 ألف لاجئ سوري الأراضي الأردنية، خلال الشهر الماضي فقط. ويستضيف الأردن الذي يملك حدوداً تمتد لأكثر من 370 كيلومتراً مع سورية، اكثر من نصف مليون لاجئ سوري منذ بداية الأزمة في جارته الشمالية عام 2011، منهم نحو 130 ألفاً في مخيم الزعتري شمال المملكة. ويشهد مخيم الزعتري الذي يقع في محافظة المفرق شمال شرق المملكة على مقربة من الحدود السورية، اعمال شغب بين وقت وآخر احتجاجاً على الأوضاع داخل المخيم.