«رسالة إلى الشنفرى» «أقِمْ صدورَ» المنايا لستُ ندمانا/ «قد حُمّت» الأرضُ أشواقاً لموتانا!/ ضاقتْ دوربٌ من الأحلام نعرفها/ وأسفرَ الموتُ في هزلى مطايانا/ «قد كان ما كان إن صدقاً وإن كذِباً»/ لن يتعبَ القلبُ في تفسير ما كانا!/ مُشرّدونَ على الماضي، بطولتُنا:/ أحزانُنَا../ وبقايانا: بقايانا!/ مُسافرون .. بلا بابٍ يودّعنا../نودُّ أن نجعل التاريخَ مأوانا!/ إنا صعاليكُ هذا العصرِ يا أبتي/أجسامنا ذبُلَتْ.. شَحّتْ عطايانا!/ نُصادق الورقَ المحمومَ../ نسرقُهُ .. همّاً/ ونُهديهِ.. ما أقسى هدايانا!/ يا سيّدَ الأزْد.. شِعري لا يطاوعني/ أفِق! نريدُ لهذا الشِعر عِصياناً../ أفِقْ.. فقلبُ الليالي راجفٌ../ وأنا طفلٌ/ وصِدقي غدا زُوراً وبهتانا!/ والأهلُ بالسِّرِ ساروا.. ما وَفَوا لدَمِي/ والصّحبُ ضلُّوا، ووقتُ الوعي ما حانا/ في صُحبةٍ من وُرَيقاتٍ .. وأسئلةٍ/ وحزنِ روحٍ تمطّى الأرضَ حيرانا/نسير نحو المتاهات التي هرَبتْ/ منّا.. ونمضي إلى المجهول: إخوانا/ جراحنا يا أبي تبكي .. وتلعنُنَا/ وأهلنا لم يسيروا في قضايانا/ إذا نظرنا إلى المرآةِ.. أخجلَنا/ أنّ الوجوهَ انزوت عنها مرايانا!/ من دمعنا تأخذُ الآدابُ كُحلتَها/ وتبتني ناطحاتٍ من زوايانا!/ ماذا عن الحبّ؟! هل ما زلتَ تسألني؟!/ قد فارق الحبُّ .. إنساناً وأزمانا/بالأمس جاءت من التاريخ عاشقةٌ/ رأت بلُمعة هذي العين.. أحزاناً/ قالت أيبكي شبيهُ الصخر؟/ قلتُ لها:/ في ذمّة الحزن يبكي الصخرُ أحياناً!/ «لا أرضَ في الأرض».. تسقينا وتحضُننَا/ لا قلب للقلب.. كي تسمو خطايانا../ نمضي على العهد علّ الموت ينقذُنا/ في صُحبة الليل.. نُذكي نار نجوانا../ «نستفُّ تُربةَ أرضٍ» أنبتَتْ وطناً/ كي يُنبِتَ الجسدُ الصعلوكُ: أوطاناً!/ ليتَ الصعاليكَ فجراً غادروا حَدَقي/ أو ليتَ عهدَ ليالي الودِّ .. ما هانا/ أواهُ ! كمْ «ليت» نرجوها : فتصفعنا/ ظُلماً .. فليت الذي قد كان : ما كانا!».