اللقاء الذي استضاف فيه داود الشريان الفنان محمد الطويان، يعد من أبرز اللقاءات التي قدمها الشريان من الناحية الثقافية والفنية والأدبية، وسيرة فنان مليئة بالمواقف والصراعات والكفاح، الطويان شخصية أدبية ثقافية من رواد المسرح والدراما السعودية، سرد ذكرياته ومواقفه التي جمعته بالعديد من زملائه والجيل الذي تتلمذ على يده من نجوم الدراما والمسرح السعودي. ذهب مبتعثاً لدراسة المسرح في الولاياتالمتحدة الأميركية، وعندما عاد وجد كل ما في المجتمع الذي تربى فيه متغيراً، عندها حمل على عاتقه تأسيس نواة المسرح السعودي، أصيب بخيبة أمل بأن المسرح ليس له وجود في السعودية، فذهب إلى التلفزيون فاستقبله المدير العام للتلفزيون ورحب به. ذكر الطويان أن شركة «أرا»، وهي نواة لقناة mbc قدم معهم المسلسل الجماهيري «عودة عصويد»، شاركه بطولته الراحل «محمد العلي، وراشد الشمراني، وناصر القصبي، وعبدالله السدحان، وراشد الشمراني، وسليم كلاس، وحسن دكاك، وأيمن زيدان، ومنى واصف»، العمل في تلك الفترة يعد من أضخم الأعمال التلفزيونية من حيث الإنتاج. والوجه الآخر للطويان هو شاعريته التي صرّح عنها في اللقاء، إذ كتب قصيدة وجدانية ليغنيها صوت الأرض الراحل طلال مداح، إلا أن المشروع لم يرَ النور، وفي مجتمع الشعراء كان صديقه المقرب الشاعر الراحل محمد الثبيتي، إذ أشار إلى أن الثبيتي تعاون معه من خلال مسرحية «ديك البحر». الحوار تطرق للفنان الراحل محمد العلي الذي تحدث عنه بكل حب ووفاء، مشيراً إلى أنه أول من قدّم محمد العلي من خلال عمل مسرحي، ومن ثم أصبحا صديقين ومتفقين من حيث التوافق الفكري، ويضيف أن محمد العلي تواصل معه عبر الهاتف ليخبره بأنه رشحه في عمل تلفزيوني بدوي بعنوان «الأصايل»، يتم تصويره في الأردن من تنفيذ المنتج طلال عواملة، إلا أنه اعتذر مبدئياً عن المشاركة، فأصرّ محمد العلي بحكم العلاقة الحميمية أن يستضيفه في عمان قبل بداية تصوير العمل، ويستمر الطويان في حديثه بينما هو برفقة محمد العلي في مبنى المركز العربي للمنتج طلال عواملة، والتقى بنجدت أنزور، وكان في ذلك الحين موظف تصميم لدى المركز العربي، وأعجب الطويان برؤيته في التصاميم، فأشار على المركز العربي بأن يكون مخرج العمل نجدت أنزور، « لكن المنتج طلال عوامل والزميل محمد العلي لم يقتنعا بترشيحي لنجدت، فأصررت على أن يكون نجدت هو المخرج، فقدموا لي شرطاً في حال تم اعتماد نجدت أنزور مخرجاً للعمل، لا بد من موافقتي على أن أكون أحد أبطال المسلسل، فوافقت من أجل نجدت أنزور». نجدت أنزور المخرج السوري الذي لا يكف عن الإساءة إلى الدراما السعودية والشعب السعودي في تقليعاته التي تنم عن جهله وما يكنه لمن قدم له فرصة الدخول في مجال الإخراج، في الوقت الذي كان مجرد مصمم في المركز العربي الأردني، بكل شفافية تظهر حقيقة من صنع اسم نجدت ليصبح مخرجاً تجاوزت شهرته العالم العربي، عفوية الفنان القدير محمد الطويان وثقافته وفلسفته للمشهد الدرامي العربي، لم تدفعه لتناول نجدت أنزور من الناحية الشخصية، أو التعليق على مواقفه التي جعلته في عزلة عن العمل في الدراما العربية.