حضّ الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف إيران أمس، على «التحلّي بالشجاعة» للتعاون مع المجتمع الدولي وتسوية ملفها النووي، ودعاها إلى تقديم «إيضاحات مناسبة» حول «الجانب العسكري» من برنامجها الذري. في موازاة ذلك، نقلت مجلة «تايم» الأميركية عن مصادر استخباراتية أميركية أن القيادة الوسطى الأميركية المسؤولة عن العمليات العسكرية في منطقة الشرق الأوسط «أحرزت تقدما حقيقيا في موضوع التخطيط لضربات عسكرية جوية محددة» ضد ايران، وأن ما ساعد ذلك «هو التقدم الذي حصل في مجال جمع الاستخبارات البشرية في المنطقة». ونسبت الى مصادر استخباراتية اسرائيلية أن «الخيار العسكري لم يكن مطروح بجدية على المستوى الأميركي العام الماضي. وهذا الأمر تغير الآن والخيار هو حقيقي». وأضافت أن اسرائيل هي ضمن المحادثات حول هذه الخطط «نظرا الى مخاوف مسؤولين أميركيين من قيام حكومة بنيامين نتانياهو بضربة انفرادية ضد طهران». في غضون ذلك، نقلت «وكالة انباء الجمهورية الاسلامية» الايرانية الرسمية عن مسؤول اقليمي ان انفجارين شديدين وقعا مساء امس في مدينة زهدان جنوب شرقي ايران اديا الى سقوط عدد من القتلى والجرحى. وذكرت ان الانفجارين وقعا امام مسجد. وعلى صعيد اخر، أعلن العالِم الإيراني شهرام اميري بعد عودته إلى طهران آتياً من الولاياتالمتحدة عبر قطر، انه يملك «وثائق تثبت خطفه على أيدي وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي)، وأنه لم يكن حراً في الولاياتالمتحدة وخضع لحراسة عملاء مسلحين من «سي آي أي». ويأتي تصريح أميري تعليقاً على تأكيد وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أنه «جاء إلى الولايات بملء إرادته وغادرها بملء إرادته». ولم يُجبْ أميري على سؤال حول كيفية هروبه من «سي آي أي» وطريقة بثه شرائط مصوّرة على الإنترنت، مشيراً إلى انه «سيتحدث بالتفصيل عن كل ما جرى منذ اليوم الأول وحتى اليوم الأخير». ونفى أن يكون عالماً نووياً، مؤكداً أن «سي آي أي» عرضت عليه 50 مليون دولار للبقاء في الولاياتالمتحدة «ونشر أكاذيب» عن النشاطات النووية الإيرانية. لكن صحيفة «واشنطن بوست» أوردت أن أميري حصل على 5 ملايين دولار من الاستخبارات الأميركية لتقديم معلومات عن البرنامج النووي الإيراني. ونفى أميري أيضاً أن يكون عاد إلى بلاده خشية أن تؤذي السلطات عائلته، مؤكداً أنه «سيقاضي الولاياتالمتحدة أمام المؤسسات الدولية». أما وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي فاعتبر أن «أميري عاد معززاً إلى إيران، والتحقيقات المستقبلية ستعطي مزيداً من الإيضاحات حول أبعاد خطفه». في المقابل، نصح الناطق باسم الخارجية الأميركية فيليب كراولي بأخذ تصريحات أميري بعد عودته إلى طهران، ب «بعض التشكيك». وفي مؤتمر صحافي مشترك مع المستشارة الألمانية أنغيلا مركل في مدينة يكاترينبورغ في الأورال الروسي، قال مدفيديف: «على إيران أن تجد في نفسها الشجاعة للتعاون مع المجتمع الدولي في شكل كامل، حتى في القضايا التي لا تروق لها». وأضاف: «إيران شريك تجاري وتاريخي فاعل بالنسبة إلى روسيا، لكن ذلك لا يعني أننا لا نهتم بالطريقة التي تطوّر بها برنامجها النووي، وبجانبه العسكري. ننتظر من إيران إيضاحات مناسبة في هذا الشأن». وتأتي تصريحات مدفيديف بعد قوله الإثنين الماضي إن إيران «اقتربت من امتلاك قدرات تسلح نووي»، ما أثار ردود فعل غاضبة في طهران. في الوقت ذاته، أكد سيرغي تشيميزوف رئيس شركة «روس تكنولوجيا» الروسية لتصنيع التقنيات العالية ذات الطابع المدني والعسكري وتصديرها، أن العقد المبرم مع طهران لبيعها أنظمة صاروخية روسية مضادة للطائرات من طراز «أس-300»، «لم يُلغَ بعد»، في انتظار قرار يتخذه مدفيديف في هذا الشأن. في غضون ذلك، أعلن متقي أن بلاده «قدمت رداً شفوياً» على رسائل «مجموعة فيينا» (الولاياتالمتحدةوروسيا وفرنسا) في شأن اتفاق تبادل الوقود النووي الموقّع مع تركيا والبرازيل، مضيفاً أنها «تدرس تقديم رد خطي عليها». وزاد أن «مجموعة فيينا أبدت استعدادها لمشاركة البرازيل وتركيا في المحادثات» مع إيران. وتوقّع استئناف المفاوضات في أيلول (سبتمبر) المقبل، مع الدول الست المعنية بالملف النووي الإيراني. والتقى متقي نظيره التركي أحمد داود أوغلو في لشبونة، حيث ناقشا اتفاق تبادل الوقود، فيما نفى داود أوغلو أن تكون واشنطن طلبت من أنقرة وقف وساطتها في الملف النووي الإيراني. وقال: «الولاياتالمتحدة لم تبلغنا بأي رسالة مماثلة. لا يمكن إجراء أي عملية (وساطة) من دون مشاركتنا. لدينا إرادة لمواصلة هذه العملية مع تنسيق أفضل». وعلّق متقي على استدعاء الخارجية البرتغالية السفير الإسرائيلي في لشبونة إيهود غول لانتقاده استقبال وزير الخارجية الإيراني، داعياً «دولاً إلى إبداء الحذر في شأن هوية السفراء الإسرائيليين، إذ أن بعضهم عملاء للاستخبارات الإسرائيلية (موساد)».