مع وصول المبعوث الاميركي جورج ميتشل الى المنطقة في مسعى الى اطلاق مفاوضات مباشرة بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية، اعرب الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى في دمشق عن تشاؤمه ازاء مستقبل المفاوضات، معتبرا ان المفاوضات غير المباشرة لم تحقق تقدما يسمح بالانتقال الى المفاوضات المباشرة، وان هذا الموضوع سيكون موضع نقاش خلال اجتماع لجنة المتابعة في 29 الشهر الجاري. في الوقت نفسه، استقبل الفلسطينيون ميتشل برسالة شكوى في شأن الممارسات الاسرائيلية في القدسالمحتلة. ومن المقرر ان يتوجه ميتشل غدا الى رام الله للقاء الرئيس محمود عباس الذي سيتوجه في اليوم التالي الى القاهرة للقاء الرئيس حسني مبارك، قبل ان يعود الى رام الله ليبحث مع فصائل منظمة التحرير الفلسطينية في الاقتراحات التي يحملها ميتشل. من جانبه، اكد الرئيس بشار الاسد خلال لقائه موسى، تأييد سورية أي آلية عمل تساعد على تدعيم العمل العربي، وضرورة وجود «إرادة سياسية عربية» تضمن خروج القمم العربية بقرارات تعكس طموحات الشعب العربي. ونقل بيان رئاسي سوري عن الاسد وموسى تأكيدهما أهمية حشد الجهود لإنجاح مشروع القرار العربي الخاص بالقدرات النووية الإسرائيلية الذي سيعرض على الدورة ال 54 للمؤتمر العام ل «الوكالة الدولية للطاقة الذرية» في أيلول (سبتمبر) المقبل، و«ضرورة وقوف العرب جميعاً وراء هذا القرار ودعمه كما هو، ووفق الصيغة التي تم التوافق عليها عربيا». وعقد موسى لقاء مع وزير الخارجية السوري المعلم صرح بعده بأنه «في غاية التشاؤم» ازاء عملية السلام وحاضرها، وبأن هذا الموضوع سيبحث في اجتماع لجنة مبادرة السلام العربية في 29 الشهر الجاري، محذراً من «العودة الى ما يسمى ادارة الازمة على حساب حل الازمة، وهو ما يجب الا نقع فيه مرة اخرى». ورأى ان المفاوضات غير المباشرة «لم تحقق الى الآن، وفقاً لما سمعناه وشاهدنا من تقارير رسمية تصل الينا، شيئاً يمكن البناء عليه للانتقال الى مفاوضات مباشرة»، مشددا على ضرورة تحقيق «تقدم في ما يتعلق بالأمن والحدود». كما اشار الى عدم وجود «اي معلومات موثقة عن اي اقتراحات اسرائيلية في اطار ما يسمى باجراءات بناء الثقة». لكنه استبعد ان «تتبنى اي دولة عربية (في لجنة المتابعة) موقفا للانتقال الى المفاوضات المباشرة والوضع هو ما عليه في الاراضي المحتلة وهو ما عليه في القدسوغزة». من جهة اخرى، اكد موسى ان «جهود المصالحة (الفلسطينية) متواصلة»، لكنه اعتبر ان «لا فائدة» من هذه الجهود من دون «ارادة سياسية فلسطينية للمصالحة». وحمّل موسى بعد لقائه رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل في دمشق، حركتي «حماس» و«فتح» مسؤولية المصالحة، وقال: «واهم من يظن أن طرفاً واحداً يتحمل المسؤولية»، لافتاً إلى أن «أصابع أخرى» تتحمل مسؤولية عرقلة جهود المصالحة. وقال موسى ان الموقف العربي من الحصار على غزة «يجب ان يكون وان يظل ويستمر ويستقر على ضرورة رفع الحصار وليس تخفيفه او تجميله. وكان مقررا ان ينتقل موسى امس الى فيينا للقاء المجموعة العربية.