أعلن المحافظون البريطانيون اليوم (الإثنين)، أن تعيين خلف لرئيس الوزراء ديفيد كامرون سيجري في حلول الثاني من أيلول (سبتمبر) المقبل، مسرعين بذلك هذه العملية. وقال المسؤول عن برنامج عمل الحزب غراهام برادي إن «عملية انتخاب زعيم جديد للحزب المحافظ يفترض أن تبدأ الأسبوع المقبل (...) وتنتهي في موعد أقصاه 2 أيلول (سبتمبر)». وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري دعا اليوم القادة الأوروبيين إلى الهدوء والدفاع عن «القيم والمصالح التي قربتنا» في المفاوضات حول خروج البريطانيين من الاتحاد الأوروبي. وقال كيري في لقاء مع صحافيين في بروكسيل إنه «أمر أساسي أن نبقى مركزين في هذه المرحلة الانتقالية، حتى لا يفقد أحد صوابه ويتصرف من دون تفكير»، وأضاف أن على واشنطن وأوروبا أن «ترى كيف يمكن المحافظة على القوة التي تخدم المصالح والقيم التي جمعتنا منذ البداية. وهذا هو المهم». وأكد الوزير الأميركي أنه على رغم قرار بريطانيا الخميس، فإن تلك القيم المشتركة ستصمد، وأن بقاء «الاتحاد الأوروبي قوياً» هي مسألة أساسية بالنسبة لواشنطن، وأضاف «الولاياتالمتحدة حريصة على اتحاد أوروبي قوي»، وتابع «من خلال قوة تلك الدول مجتمعة يمكننا أن ندفع باتجاه تحقيق أمور جيدة». وكان كيري يتحدث قبل توجهه إلى لندن للقاء كامرون ووزير الخارجية فيليب هاموند. وتأتي تصريحاته قبل يوم على قمة لقادة الاتحاد الأوروبي، بينهم كامرون، في بروكسيل لمناقشة توقيت وتفاصيل خرود بريطانيا وكيفية رد الكتلة الأوروبية. من جهتها، أكدت المستشارة الألمانية أنغيلا مركل اليوم، أنها تتفهم أن بريطانيا تحتاج إلى الوقت لتقديم طلب خروجها من الاتحاد الأوروبي رسمياً، بينما تشهد أوروبا تسارعا في الدعوات إلى عملية طلاق سريعة. وقالت مركل إنه «قبل كل شيء لا يمكننا أن نسمح بفترة طويلة من عدم اليقين»، وأضاف «لكن أتفهم أن تكون بريطانيا بحاجة إلى بعض الوقت لتحليل الأمور». وكانت مركل تتحدث إلى الصحافيين بعد لقاء مع رئيس الوزراء الأوكراني فولوديمير غرويسمان. من جانبه، صرح زعيم الحزب المحافظ الحاكم في بولندا ياروسلاف كاتشينسكي، أن بولندا تأمل في إجراء استفتاء جديد في بريطانيا لتتمكن من العودة إلى الاتحاد الأوروبي. وموقف كاتشينسكي مخالف بالكامل لمواقف قادة الاتحاد الأوروبي الذين يرغبون في بدء المفاوضات فوراً حول خروج بريطانيا من الاتحاد. وقال كاتشينسكي لصحافيين في بياليستوك إن «مفهومنا لليوم وليس للمستقبل يقضي ببذل جهود لتعود بريطانيا إلى الاتحاد، بإجراء استفتاء ثان». وأضاف زعيم حزب «الحق والعدالة» الذي تعد خياراته حاسمة لسياسة بولندا أن المملكة المتحدة «مهددة اليوم بالتفكك». لكنه تابع أنه لتبقى بريطانيا في الاتحاد الأوروبي «يجب أن يتغير الاتحاد وبشكل جذري»، قبل أن يدعو إلى إعداد معاهدة أوروبية جديدة «تستند إلى مبادىء مختلفة عن تلك المحددة في معاهدة لشبونة». وكرر كاتشينسكي فكرته تحويل الاتحاد الأوروبي إلى «قوة كبرى مع الإبقاء على هامش كبير من استقلالية الدول. هذا أمر ممكن والتاريخ ملئ بالأمثلة». وعبر عن أمله في «رفض المبدأ القاتل الذي يتكرر وهو أنه إذا حدث سوء فنحتاج إلى مزيد من أوروبا، بعبارة أخرى، إلى مزيد من التكامل أو مزيد من السلطة لبروكسيل (المفوضية الأوروبية)، وفي الواقع لبرلين وباريس وخصوصاً لبرلين». وأكد أن ذلك «لا يؤدي إلى أي نتيجة وأدى إلى ما نراه اليوم». من جهة أخرى، دان كاتشينسكي في تصريحات بثتها قناة «تي في بي إينفو» ما وصفه بأنه «الدور السيء» الذي لعبه رئيس المجلس الأوروبي، البولندي دونالد توسك في الوصول إلى نتيجة الاستفتاء البريطاني. وقال إنه «على توسك ببساطة أن يختفي من السياسة الأوروبية».