يصل الى طهران عبر قطر اليوم، العالِم الإيراني شهرام أميري الذي اتهم الولاياتالمتحدة ب «خطفه»، مسدلاً الستار على ما بدا محاولة انشقاق فاشلة، لا تزال تحمل ألغازاً كثيرة، وسط تكهنات أميركية بأن السلطات الإيرانية أرغمت أميري على العودة، من خلال الضغط على عائلته. وقبل ساعات من وصول أميري الى طهران، قال مسؤول أميركي إن الولاياتالمتحدة «حصلت على معلومات مفيدة منه، والإيرانيون حصلوا على أميري. اسألوا أنفسكم من حصل على الفائدة الأكبر». في غضون ذلك، اعتبر مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي ان ثمة أمراً «خطراً جداً» وراء التهديدات الأميركية لبلاده، بعد فرض عقوبات جديدة عليها. وقال لقادة «الحرس الثوري» في «يوم الحرس»: «سواء كانت التهديدات جوفاء أو حقيقية، علينا أن نكون جاهزين لصون الثورة والدفاع عن الشعب الإيراني العزيز، وإيران في أي ظروف». وشدد على ان «النصر» سيكون حليف بلاده. وأعلنت الخارجية الإيرانية أن أميري غادر الولاياتالمتحدة متوجهاً الى طهران التي يصلها فجر اليوم، عبر الدوحة. وأشادت ب «تعاون سفارة باكستان في واشنطن» والتي لجأ إليها أميري بمرافقة الشرطة الأميركية، مشيرة الى أنها «ستواصل عبر القنوات القانونية والديبلوماسية متابعة مسألة تورّط الإدارة الأميركية بخطفه». وقبل ساعات من وصوله الى طهران، روى أميري لقناة «برس تي في» الإيرانية كيفية «خطفه» على أيدي عملاء لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي) في حزيران (يونيو) 2009، مقراً بأن هذه القضية تبقى «لغزاً لكثيرين». وأشار إلى «تخديره ونقله في طائرة حربية إلى أميركا» حيث تعرّض الى «ضغوط لمساعدتهم (الأميركيين) في حملتهم الدعائية ضد إيران»، بما في ذلك عرض 10 ملايين دولار عليه كي يبلغ وسائل إعلام أميركية أنه يمتلك وثائق في جهاز كومبيوتر شخصي تدين طهران. وقال: «تعهدت لنفسي بألا أتحدث ضد بلدي». ولفت الى انه حظي بحرية نسبية في توسون بولاية اريزونا، شرط «ألا أتحدث عن خطفي أو ما حدث لاحقاً»، مشيراً الى نقله الى ولاية فرجينيا حيث رافقه حرّاس هددوا ب»قتله»، بعد اكتشاف «سي آي أي» شريط الفيديو الذي بُثّ في 7 حزيران الماضي، ويتحدث فيه عن خطفه وتعرضه لتعذيب. وبعد ساعات على هذا الشريط، بُثّ شريط آخر على موقع «يوتيوب» قال فيه أميري انه يتابع دراسته الجامعية في الولاياتالمتحدة. لكن شريطاً ثالثاً بُثّ في 29 حزيران، ذكر فيه أميري انه فرّ من الاستخبارات الأميركية في فرجينيا. واتهم أميري إسرائيل بالمشاركة في خطفه، لاعتقاله في أحد «سجونها السرية»، قائلاً: «لو لم أتكلم، لقالوا لوسائل الأعلام الدولية انني تعاونت معهم ولنشروا باسمي وثائق مزورة». وأكد انه سيوضح بعد وصوله الى إيران «ادعاءات وسائل الإعلام الأجنبية والإدارة الأميركية التي تناولت سمعتي». لكن وكالة «أسوشييتد برس» نقلت عن مسؤول أميركي ان أميري «ترك عائلته وراءه (في إيران)، وهذا كان خياره». ونسبت وكالة «رويترز» الى مسؤول أميركي قوله إن أميري «قد يكون شعر بنوع من الضغط من بلاده، ولا يُستبعد أن يستغل الإيرانيون العائلة للضغط على شخص. قد يكون هذا أحد التفسيرات للرسائل المتناقضة التي وجهها». وأفادت شبكة «أي بي سي» بأن الأخير اتصل بمنزله هذه السنة، لأنه اشتاق الى زوجته وابنه، مشيرة الى تهديد وُجّه الى ابنه. على صعيد الملف النووي، بعثت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاترين أشتون برسالة إلى سعيد جليلي ابرز المفاوضين الإيرانيين، تبدي فيها «سعادتها» باقتراحه في رسالة وجهها إليها في السادس من الشهر الجاري، استئناف الحوار في أيلول (سبتمبر) المقبل مع الدول الست المعنية بالملف. وشددت أشتون على ضرورة أن تكون «المسائل المتصلة بالبرنامج النووي الايراني محور محادثاتنا، ولكن يمكن أيضاً طرح قضايا أخرى». جاء ذلك بعد تأكيد وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو مواصلة أنقرة جهودها لإيجاد تسوية سلمية للملف، قائلاً: «لا نريد أي نظام تسلح نووي في منطقتنا». يأتي ذلك بعدما نقلت «اسوشييتد برس» عن مسؤول أميركي بارز قوله ان داود أوغلو استجاب طلب نظيرته الأميركية هيلاري كلينتون، أن تتخلى أنقرة عن ممارسة أي دور في هذا الشأن، لمصلحة الدول الكبرى في مجلس الأمن والوكالة الدولية للطاقة الذرية. وعلى رغم رزمة العقوبات الجديدة التي فرضها مجلس الأمن على إيران، وقّعت وروسيا أمس، «خريطة طريق» للتعاون في مجالي النفط والغاز، وأكد الجانبان أن العقوبات «لا تعوق تطوير» علاقاتهما في مجال الطاقة. وأعلن وزير الطاقة الروسي سيرغي شماتكو أن «الشركات الروسية مستعدة لتزويد إيران منتجات نفطية، شرط وجود منافع تجارية». (راجع صفحة 7)