اتهم قائد القوات الأميركية في العراق الجنرال راي أوديرنو إيران بتدريب مقاتلين من»كتائب حزب الله» العراقي لشن هجمات على القواعد العسكرية: «على رغم عدم وضوح علاقة (النطام في) طهران بذلك». في غضون ذلك، أعربت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون عن القلق من التأخير في تشكيل الحكومة وحضت القادة العراقيين على «وضع مصالح بلادهم قبل مصالحهم الشخصية والإسراع في تشكيلها»، مجددة الثقة بقدرة العراقيين على الإضطلاع بمسؤولياتهم «بعد انسحاب القوات المقاتلة» في آب (اغسطس المقبل). وأكد أوديرنو للصحافيين تشديد الاجراءات الامنية المتخذة في القواعد العسكرية اثر تقارير استخباراتية تؤكد ان «كتائب حزب الله»، التي تتلقى دعم طهران، تخطط لشن هجمات. وأوضح «كانت هناك معلومات استخباراتية تتعلق بمحاولة عملاء ايران مهاجمة القواعد الاميركية، وهو امر نراقبه عن كثب». وأضاف: «ازدادت التهديدات خلال الاسابيع الاخيرة باحتمال وقوع هجوم ايراني (...) لذلك قمنا بزيادة اجراءاتنا الامنية في بعض قواعدنا». واعتبر ذلك «يمثل محاولة من ايران والآخرين للتأثير في دور الولاياتالمتحدة في العراق». وينتشر حالياً في العراق، 74 الف جندي وتأتي التهديدات بالتزامن مع تطبيق استراتيجية خفض عديد القوات. وأكد ان «المعلومات الاستخباراتية تشير الى ان المسلحين خططوا لاستهداف القواعد الاميركية، على رغم عدم وضوح علاقة طهران بذلك». ورداً على سؤال عن دور القيادة الايرانية، قال اوديرنو «انه امر معقد، وهو غالباً ما يكون معقداً جداً». وأضاف: «ما نعرفه ان المستعدين لشن هذا الهجوم توجهوا الى ايران حيث تلقوا تدريبات خاصة قبل ان يعودوا الى البلاد، كما نعلم ان ايران ارسلت الشهر الماضي تقريباً خبراء لمساعدتهم». وأكد ان هذه التهديدات لن تؤثر في عملية خفض اعداد الوحدات القتالية التي ستبلغ خمسين الفاً في اول ايلول (سبتمبر) المقبل على ان يكون الانسحاب كاملاً اواخر كانون الاول (ديسمبر) 2011. في واشنطن، قالت كلينتون بعد لقائها نظيرها العراقي هوشيار زيباري أنهما بحثا مطولاً في موضوع تشكيل الحكومة العراقية «وجددنا تأكيدنا أن ليس لدى واشنطن من تفضله (لرئاسة الحكومة) لكننا قلقون من التأخير، ونحض قادة العراق، على وضع مصالحهم الشخصية وراء المصالح الوطنية والولاياتالمتحدة مستعدة للمساعدة في تشكيل الحكومة في أقرب وقت». وأكدت كلينتون العلاقة القوية والاستراتيجية بين الولاياتالمتحدة والعراق، وأشارت الى أن الاجتماع مع زيباري جزء من اجتماعات لجنة العلاقات الاستراتيجية، وتم خلاله تأكيد العمل لإخراج العراق من طائلة الفصل السابع. وأضافت: «بحثنا أيضاً في حاجة القيادة العراقية إلى استكمال العمل الشاق والضروري لتشكيل حكومة تمثل أصوات العراقيين بتنوعهم». أما عن الوضع الأمن فقالت كلينتون أن «قوات الأمن العراقية تنمو بالعدد والقدرة وهذا ما كان واضحاً في صدهم للهجمات الأخيرة.» وأكدت أن «قواتنا ستنسحب انما مصالحنا ستبقى ونحن ملتزمون بالعلاقة». وأكد زيباري بدوره صلابة العلاقة الاستراتيجية بين البلدين وجدد ثقته بأن الحكومة «ستبصر النور قرياً لتفادي فراغ دستوري».