كشف رئيس لجنة الحج والعمرة في غرفة تجارة مكةالمكرمة سعد جميل القرشي ل «الحياة» وجود خطة للاستفادة من «مترو» المشاعر المقدسة في نقل المعتمرين بين مزارات المشاعر كنوع من السياحة الدينية، مبدياً أمله في أن يعوض موسم العمرة لهذا العام خسائر موسم العام الماضي التي وصلت إلى نحو 250 مليون ريال.وتعرض موسم العمرة العام الماضي إلى ضربة قوية تسببت في خسائر فادحة بسبب الإجراءات الصارمة التي اتخذتها الحكومة السعودية للحد من خطورة مرض «أنفلونزا الخنازير»، خشية انتشاره في المملكة مع حشود المعتمرين، إضافة إلى تقليص بعض الدول لأعداد معتمريها ومنع دول أخرى مواطنيها من أداء العمرة العام الماضي. وأكد القرشي أن الموسم الحالي يبشر بالخير، مشيراً إلى أن الاستفادة من قطار المشاعر في نقل المعتمرين ستكون في مواسم لاحقة، إذ القطار مخصص حالياً لنقل الحجاج فقط، وسيستفيد منه في هذا العام 130 ألف حاج من الداخل ودول الخليج فقط. وحول مشكلات موسم العمرة الحالي، قال القرشي: «إن كانت ثمة قضية مثيرة للجدل حالياً فهي مسألة فرض «كود» جديد من وزارتي الخارجية والحج، بهدف تقليص أعداد المعتمرين القادمين في شهر رمضان، وهو إجراء تسعى من خلاله الوزارتان إلى الحد من مشكلتي تخلف المعتمرين في السعودية وبقائهم إلى الحج، والتخفيف من الضغط البشري على مكةالمكرمة خلال شهر رمضان». وأضاف: «بالنسبة لهذا الإجراء فإننا في اللجنة ومعنا المستثمرون في قطاع العمرة نعتبره غير جيد، لأن شهر رمضان يعتبر ذروة موسم العمرة وخلال أيامه تصبح مكةالمكرمة مقصد المسلمين من كل مكان بحرص شديد، ويمكن معالجة مشكلة التخلف إلى الحج بطرق أخرى غير تقليص الأعداد، أما مشكلة الضغط البشري والحشود التي تقصد مكةالمكرمة في شهر رمضان، فهي ليست مشكلة من وجهة نظرنا في اللجنة، إذ إن الحرم المكي الشريف وساحاته الشاسعة والشوارع المحيطة به تتحول كل عام إلى مصلى ضخم يستوعب المعتمرين والمصلين، ولم تحدث مشكلات سابقة من هذه الحشود أو تسبب هذا الضغط الشديد في حوادث غير اعتيادية». وزاد: «على كل حال نحن بصدد عقد ورشة عمل خلال الأيام القليلة المقبلة مع وزارات الحج والداخلية والخارجية وإمارة منطقة مكة لمناقشة هذا الموضوع، وعرض وجهة نظرنا في شأنه». وأكد وجود خطة للاستفادة من «مترو» المشاعر المقدسة في نقل المعتمرين بين مزارات المشاعر كنوع من السياحة الدينية. وقال: «عقدنا اجتماعات عدة لمناقشة هذا الأمر، وأجمعت آراء المسؤولين الحكوميين والخاصين على جدوى هذه الفكرة، وإمكان توسيعها سياحياً لتشمل مدن منطقتي مكةوالمدينةالمنورة، بعد ربط مترو المشاعر بقطار مكةالمكرمة - المدينةالمنورة، ولكن اتفقنا على أن يؤجل هذا المشروع وتوضع دراسته بتأن، على أن يتم تنفيذه تدريجياً خلال السنوات المقبلة حتى تشغيل مترو المشاعر بطاقته الكاملة». وحول كلفة مشروع القطار التي بلغت نحو 6.7 بليون ريال، والجدل الكبير الذي دار حول جودة عرباته واستحقاقه لهذه الكلفة الضخمة، أوضح القرشي أن الجدل الذي دار كان سطحياً وغير متخصص وبني على شكل العربات، إذ قال البعض حينها إنها قديمة وقارنوها بشكل بعض القطارات الحديثة، وهذه مقارنة غير دقيقة، أولاً لأنه مترو معلق ولا يمكن مقارنة شكله بأشكال القطارات، وثانياً لأن تصميمه يتناسب مع طبيعة الحشود التي سينقلها وطريقة النقل، «ونحن في اللجنة وقفنا على القطار من بداية مراحله، ونعتقد أنه سيكون نقلة كبيرة في تاريخ مشاريع الحج والعمرة، والعبرة أخيراً في مدى تنفيذه للغرض المنشأ من أجله وليس في شكل عرباته». ومن المنتظر بدء توزيع تذاكر «مترو» المشاعر مطلع ذي القعدة المقبل، وعقدت ورش عمل كثيرة للمختصين في هذا الشأن، وخرجت النتائج بأن توزع التذاكر على المطوفين بالتساوي، على أن ينقل المترو في موسم الحج لهذا العام 130 ألف حاج من حجاج الداخل وحجاج دول الخليج فقط، وسيستمر نقل 110 آلاف من حجاج الداخل و20 ألفاً من حجاج دول الخليج العربي، كما ستكون هناك ثلاث محطات في عرفة وثلاث في مزدلفة وثلاث محطات في منى، ولم يتم التوصل حتى الآن للسعر النهائي لتذكرة المترو، ولكنه توقع أن تكون في حدود 90 ريالاً، وسيعلن السعر النهائي لاحقاً. أما في موسم حج العام المقبل فسيستوعب المترو 500 ألف حاج، وفي العام التالي 1433 ه، سيستوعب نحو مليوني حاج، ونسبة المقاعد المتوافرة داخل القطار 25 في المئة و75 في المئة نسبة الواقفين، لأن مدة الرحلة هي سبع دقائق من عرفة إلى مزدلفة ثم منى.