صوت البريطانيون مع الخروج من الاتحاد الأوروبي بنسبة 52 في المئة مقابل 48 في المئة، بحسب ما ذكرت «هيئة الإذاعة البريطانية» (بي بي سي) اليوم (الجمعة) بعد فرز كل الأصوات تقريباً. وبعد فرز الأصوات في 374 من أصل 382 مركزاً، أشارت إلى أن 16.8 مليون ناخب صوتوا مع الخروج من الاتحاد، مقابل 15.7 مليوناً أيدوا البقاء فيه، ما يجعل من المستحيل حسابياً فوز معسكر البقاء. وقال زعيم حزب «الاستقلال البريطاني» (يوكيب) المناهض للاتحاد الأوروبي والمهاجرين نايغل فاراج، إنه بدأ «يحلم بمملكة متحدة مستقلة»، وقال لناشطين مؤيدين للخروج من الاتحاد في أحد مباني لندن «أجرؤ الآن أن أحلم بأن الفجر مقبل على مملكة متحدة مستقلة». وأضاف: «إذا تحققت التوقعات فسيكون الأشخاص الصادقين قد انتصروا، الأشخاص العاديين». وتابع فاراج «فعلنا ذلك من أجل أوروبا بأكملها». وأكد وسط حشد متحمس «لنتخلص من العلم (الأوروبي) ومن بروكسيل (المفوضية الأوروبية) ومن كل شئ فاشل ولنجعل من ال 23 من حزيران (يونيو) يوم استقلالنا». من جهته، قال رئيس حملة خروج بريطانيا من الاتحاد ماثيو إليوت، إن بريطانيا ما زالت في الاتحاد الأوروبي وسستبقى في الاتحاد لأشهر كثيرة، وربما لسنوات، وأضاف أن «الأمر الآن متروك لرئيس الوزراء ديفيد كامرون لتنفيذ إرادة الشعب البريطاني». في المقابل، قال مساعد لرئيس الوزراء البريطاني: «نحن في منطقة مجهولة» في أعقاب الاستفتاء على عضوية الاتحاد. وفي رد فعل أولي، قال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير، إن «الأنباء من بريطانيا مقلقة... يبدو أنه يوم حزين لأوروبا والمملكة المتحدة». بينما علق نائب المستشارة الألمانية معقباً على الاستفتاء البريطاني في تغريدة على «تويتر»: «اللعنة. يوم مشؤوم لأوروبا». من جهته، قال رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتز، إن «بريطانيا اختارت أن يكون لها مسار خاص بها، وسيكون مساراً صعباً جداً». وأضاف أنه يتوقع أن تبدأ المفاوضات سريعاً حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وفي شأن متصل، دعا الزعيم الهولندي المعارض للهجرة غيرت فيلدرز إلى استفتاء في هولندا على عضويتها في الاتحاد الأوروبي. وفي فرنسا، دعا حزب «الجبهة الوطنية اليميني» اليوم، إلى إجراء استفتاء على عضوية فرنسا في الاتحاد الأوروبي بعدما صوتت بريطانيا لصالح الخروج من الاتحاد المؤلف من 28 دولة. وقال نائب رئيس الحزب فلوريان فيليبو في تغريدة على «تويتر»: «حرية الشعوب تفوز دوماً في النهاية! برافو للمملكة المتحدة... الدور علينا الآن». ودأب حزب «الجبهة الوطنية» على الدعوة إلى خروج فرنسا من الاتحاد الأوروبي، وحقق نتائج جيدة في انتخابات أجريت أخيراً. في المقابل، دعا حزب «الشين فين» الواجهة السياسية ل «الجيش الجمهوري الإرلندي» صباح اليوم (الجمعة)، إلى استفتاء حول إرلندا موحدة بعد تصويت البريطانيين لمصلحة الخروج من الاتحاد الأوروبي، بحسب تقديرات وسائل الإعلام. وأكد الحزب الجمهوري أن الاستفتاء حول الاتحاد الأوروبي «له عواقب هائلة على طبيعة الدولة البريطانية»، بينما صوتت إرلندا الشمالية وويلز واسكتلندا على بقاء المملكة المتحدة في الاتحاد. وأعلنت رئيسة وزراء اسكتلندا نيكولا ستارغن اليوم، أن اسكتلندا «ترى مستقبلها داخل الاتحاد الأوروبي" بعد تصويت البريطانيين المؤيد للخروج من الاتحاد. وقالت ستارغن زعيمة «الحزب القومي الاسكتلندي»: «بانتظار النتيجة النهائية، يدل التصويت هنا (في اسكتلندا) على أن الاسكتلنديين يرون مستقبلهم داخل الاتحاد الأوروبي». وفي انعكاسات عملية التصويت على الشأن الاقتصادي، سجل سعر الجنيه الإسترليني تراجعاً جديداً في أسواق آسيا اليوم إلى 1.33 للدولار الواحد، وخسر بذلك أكثر من عشرة في المئة من قيمته خلال النهار مع تقدم معسكر مؤيدي خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في الاستفتاء في المملكة المتحدة. وقال رئيس اتحاد المصدرين في ألمانيا إن نتيجة الاستفتاء البريطاني «كارثية لبريطانيا وأوروبا وألمانيا، وخصوصاً الاقتصاد الألماني». وحوالى الساعة 3:45 بتوقيت غرينيتش، تراجع سعر العملة البريطانية إلى 1.3305 للدولار. وكان الجنيه سجل قبيل ذلك أدنى مستوى له منذ العام 1985، بحسب أرقام وكالة الأنباء المالية «بلومبرغ». وسجلت أسهم الشركات الكبرى في بورصة طوكيو تراجعاً تجاوز نسبته 8 في المئة اليوم، ودعا وزير المال الياباني تارو آسو إلى مؤتمر صحافي عاجل مع ارتفاع سعر الين أيضاً. وبلغ سعر الدولار منتصف النهار (بالتوقيت المحلي) 99.04 ين، وهو رقم لم يسجل منذ تشرين الثاني (نوفمبر) 2013.