قال مدير الإدارة العامة لمكافحة العدوى في وزارة الصحة الدكتور هايل العبدلي إن اتهام «الصحة» بالإهمال في التعامل مع حالات كورونا «غير واقعية»، في أول رد ل «الصحة» السعودية على بيان منظمة الصحة العالمية، التي قالت أول من أمس إن خطأ في تشخيص مريضة من جانب مستشفى سعودي هو ما فاقم فايروس «كورونا» في البلاد. وأكد العبدلي في تصريح إلى «الحياة» أمس أن وزارته على تواصل مستمر مع منظمة الصحة العالمية، وتقدم لها تقارير مستمرة عن كل الحالات المستجدة ل«كورونا»، مؤكداً أن لدى وزارة الصحة نظاماً صارماً بدأ منذ أكثر من عام ونصف العام لتتبع المستشفيات واستعداداتها. وأضاف: «لدينا مئات الآلاف من المرضى، ومن الممكن أن تتمكن حالة من تجاوز تلك الإجراءات الصارمة، وذلك لعدم ظهور الأعراض المعتادة عليها، وقد تتسبب في تفشي الفايروس، ولكن من الملاحظ أن التفشي الأخير في مستشفى الملك خالد الجامعي يعد من أكثر التفشيات انتهاء، إذ تمت محاصرته في أحد أجنحة المستشفى بسبب رد الفعل السريع من إدارة المستشفى ومركز القيادة والتحكم، وتم سريعاً حصر المخالطين وتشخيص الحالات التي تعرضت، ولم يتم تسجيل أية حالة أمس (الثلثاء)»، مبيناً أنه بناء على المؤشرات الحالية فإن هناك انحساراً تاماً ل«كورونا» في ذلك المستشفى. وأضاف أن أداء فرق الاستجابة السريعة أضحى فعالاً في مواجهة أي احتمال للتفشي في المستشفيات، وهدفها الأساس الحد من انتشار الفايروس، كما أن رد فعل المستشفيات أصبح سريعاً وجيداً»، موضحاً أن مشكلة «كورونا» أنه مرتبط بأمر مجتمعي في البيئة السعودية (الإبل)، والتعرض له موجود، وبعض المرضى يصابون به وينتقلون للمستشفيات التي تُعد بيئة خصبة لانتقال الفايروس، بسبب الازدحام في أقسام الطوارئ، والحالات المرضية القابلة لاكتسابه، خصوصاً أن بعض الحالات لا تكون الأعراض واضحة عليها، ف«كورونا» يشبه الأنفلونزا أو الالتهاب الرئوي البكتيري، وليست له أعراض تميزه عن غيره، لذلك مهما وضعنا من مناطق فرز فلا بد أن تتمكن حالة أو أكثر من تجاوزها، ودورنا هو التقليل إلى أقصى حد من الحالات التي تتجاوز تلك النقاط والحد من انتشاره. وأوضح في السعودية أكثر من 450 منشأة صحية، ومئات الآلاف من الممارسين الصحيين، ومهما حاولنا فلا يمكن أن يتم العمل بشكل كامل وبنسبة 100 في المئة، ومن الأمثلة على ذلك، في كوريا الجنوبية حالة واحدة تسببت في تفشٍ وصل إلى 186 حالة، متجاوزة النسبة الموجودة في السعودية بمراحل كبيرة. وعزا مدير الإدارة العامة لمكافحة العدوى تسجيل حالات متفرقة لفايروس «كورونا» خلال شهر رمضان إلى النسبة العالية لاستهلاك لحوم الإبل، بخاصة أثناء إعداد اللحوم قبل طهيها من دون اتخاذ الإجراءات الوقائية، مثل ارتداء القفازات عند التعامل معها، مستدركاً ولكن لا نملك إثباتاً علمياً عليها حتى الآن. ونبه الدكتور العبدلي إلى أهمية اتخاذ الإجراءات الوقائية والتعامل بشكل جيد واحترازي مع الإبل ولحومها، خصوصاً قبل الطهي، للتقليل من تسجيل حالات جديدة.