مواجهة حرارة الصيف الشديدة في العراق باتت معضلة يصعب التعامل معها إلا بطرق ووسائل محدودة قد لا تكون متوافرة لدى جميع المواطنين الذين اعتادوا على سماع صيحات الفرح عندما يصلهم التيار الكهربائي. معضلة أجبرت الحكومة على التفكير في تعطيل الدوائر والمؤسسات في الأيام التي تشهد ارتفاعاً كبيراً في درجات الحرارة قد تتجاوز الخمسين، فيما الجو يبدو أفضل في مناطق أقصى الشمال، حيث المصايف الجبلية والأنهار وينابيع المياه. كل سنة تشهد هذه المناطق حركة نزوح جماعية موقتة من محافظات وسط وجنوب البلاد. آلاف العائلات تحمل ما يكفيها من مؤن لقضاء أيام أو أسابيع في مصايف إقليم كردستان، الى درجة أن السيارات التي تحمل أرقام محافظات الجنوب والوسط تضاهي في كثرتها سيارات محافظات الإقليم عدداً. يقول خضير حسن، وهو من حي الشعلة في بغداد، التقيناه عند شلال بيخال في اربيل: «اعتدنا على قضاء أسبوعين من شهر تموز (يوليو) في مصايف اربيل ودهوك كل سنة، صحيح أن هذا الأمر على حساب إجازات العمل واقتطاع نسبة من الراتب الشهري، لكن لا حيلة باليد إزاء القيظ الشديد في بغداد مع شح ساعات الكهرباء، ما يدفعك الى شراء مولد صغير لتشغيل المبردات على حساب راحتك وموردك المالي، اعتقد أن اللجوء الى المصايف هو الحل الأمثل». أما سعدية دخيل، من بغداد الجديدة، فتقول: «قد تكون التكاليف التي تترتب على قضاء فترة في مصايف كردستان ليست عبئاً كبيراً علينا إذ أن لأسرتنا أكثر من مصدر دخل، لكن ما حال من يكون دخله محدوداً؟ هل يعقل أن يترك تحت رحمة الحر أو وعود الحكومة»؟ وعادة ما تشهد أسعار السلع والخدمات وبدلات السكن والإيجار في المناطق السياحية ومصايف إقليم كردستان، ارتفاعاً يصل ذروته خلال أيار (مايو) ولغاية أيلول (سبتمبر). وقد ارتفعت نسبة أعداد المصطافين في مصايف محافظة اربيل وحدها 20 في المئة خلال الأشهر القليلة الماضية، مقارنة بالعام السابق بموجب إحصاء مديرية السياحة توقعت ارتفاع النسبة أكثر خلال الشهرين المقبلين. وتسعى حكومة إقليم كردستان الى الاهتمام بقطاع السياحة الذي لم يصل حتى الآن الى المستويات المطلوبة، ومن أبرز الوجهات التي تشهد إقبالاً واسعاً مصايف شقلاوة وجنديان وبيخال وشلال كلي علي بك وبحيرة دوكان في محافظة اربيل، ومصايف سولاف وسرسنك وانشكي وسولاف في دهوك، واحمد اوا وازمر في السليمانية.