أفادت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أمس أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو سيبلغ الرئيس باراك اوباما خلال لقائهما في البيت الأبيض الاثنين المقبل التزامه إزالة كل القيود الإسرائيلية المفروضة على إدخال المواد الغذائية إلى قطاع غزة. وأشارت الصحيفة إلى أن مسألة مواصلة الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة وإغلاق المعابر الحدودية تشغل بال واشنطن والاتحاد الاوروبي الذي بعث أربعة من مسؤوليه الكبار برسالة احتجاج الأسبوع الماضي إلى كل من وزيري الخارجية والدفاع الإسرائيليين أفيغدور ليبرمان وايهود باراك يطالبونهما فيها بأن تفتح إسرائيل فورا وبشكل دائم كل المعابر بين إسرائيل والقطاع من أجل إدخال مساعدات إنسانية إلى القطاع. وذكّرت الصحيفة بالقرار الذي اتخذته الحكومة الإسرائيلية السابقة قبل أيام قليلة من انتهاء ولايتها القانونية بالسماح بإدخال كل أنواع المواد الغذائية إلى القطاع. وقالت إن القرار اتخذ بعد نقاشات حامية بين وزارتي الخارجية والدفاع وسلسلة من المواجهات بين إسرائيل والولايات المتحدة ودول أوروبية احتجت على مواصلة الحصار. وأضافت انه رغم القرار الحكومي، فإن المؤسسة الأمنية تجاهلته وما زالت ترفض تنفيذه. ووفقاً للصحيفة، فإن مسألة المعابر الحدودية هي واحدة من أبرز المسائل التي يعمل نتانياهو وطاقم مستشاريه في الأسابيع الأخيرة على بلورتها ضمن سائر الملفات التي ستشكل أساساً لسياسة حكومته التي يفترض أن يعلن خطوطها الرئيسة في اجتماعه مع الرئيس الأميركي. وتوقعت الصحيفة البت نهائياً في هذه المسألة قبل سفر نتانياهو إلى واشنطن. وكتب المسؤولون الاوروبيون في رسالتهم ان السياسة الإسرائيلية تجاه القطاع تحول دون إعادة إعمار غزة وإمداد سكانه بالمساعدات الإنسانية. وأشاروا إلى أن إسرائيل تمنع دخول مواد بناء وتتسبب في نقص شديد في تزويد الأدوية والخدمات الصحية والماء ايضاً. وأضافوا ان السياسة الإسرائيلية هذه «تخنق النشاط الاقتصادي في القطاع وتتسبب في أزمة في السيولة في المصارف والمرافق الاقتصادية الفلسطينية». وأكد المسؤولون ان «الاتحاد ليس قادراً على تقديم المعونات الإنسانية للقطاع وإعادة إعماره كما التزم في حال بقيت المعابر الحدودية مغلقة في وجه البضائع والناس». وفيما تؤيد وزارة الخارجية تطبيق قرار الحكومة بتخفيف الحصار عن القطاع وإمداد سكانه بكل المواد الغذائية الرئيسة، ترى وزارة الدفاع أن على إسرائيل استخدام إدخال المواد الغذائية رافعة ضغط على حركة «حماس» والسكان الفلسطينيين من خلال حصر الإمدادات ب «مواد غذائية أساسية بلا كماليات مثل المربّى والشوكولاته». ونقلت الصحيفة عن مسؤول أمني رفيع المستوى قوله إنه «طالما أن (الجندي الإسرائيلي الأسير في القطاع) غلعاد شاليت لا يحصل على الشوكولاته، فإنه لا ينبغي أن يحصل عليها الفلسطينيون في غزة أيضا». وتابعت الصحيفة أنه رغم موقف المؤسسة الأمنية هذا، فإن نتانياهو يميل إلى تبني توصية وزارة الخارجية في هذا الشأن، وإصدار أوامره باستئناف إدخال المواد الغذائية تطبيقاً لقرار الحكومة السابقة. وأضافت أن نتانياهو يريد أن يحمل معه هذا القرار إلى واشنطن «ليعرضه على الرئيس الأميركي كبادرة حسن نية تجاه الفلسطينيين، في إطار مسعاه الى تحسين الأوضاع الاقتصادية للفلسطينيين». ونقلت الصحيفة عن مصدر قريب من نتانياهو قوله إن الأخير مستعد للذهاب بعيداً في كل ما يتعلق بالمساعدات الإنسانية للفلسطينيين. إلى ذلك، تناولت وسائل الإعلام العبرية دعوة صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية في افتتاحيتها أول من أمس رئيس الحكومة الإسرائيلية إلى عدم عرقلة محاولات الرئيس الأميركي لإجراء حوار مع ايران لوقف مشروعها النووي. ونصحت الصحيفة نتانياهو ب «عدم التذاكي» من خلال محاولة فرملة جهود الرئيس الأميركي «بشكل مصطنع». كما دعت الرئيس الأميركي إلى إحباط أي نشاط عسكري «لا لزوم له» من جانب إسرائيل في هذا الشأن. وتابعت الصحيفة مناشدة نتانياهو أن يتبنى بلا تردد حل الدولتين وعدم الاكتفاء بخطاب بلاغي مليء بالتزامات ضبابية. وختمت افتتاحيتها بالقول إنه في حال التزم نتانياهو وضع حد للبناء في المستوطنات وأعلن استعداده الشروع فوراً في مفاوضات جدية مع الفلسطينيين «فسيكون في ذلك خطوة تغير اللعبة في الشرق الأوسط».