اكتشف موقع "غلوبل إنترنت فريدوم كونسرتيوم" Global Internet Freedom Consortium (المتخصص في حرية المعلومات على الانترنت, ويُختصر اسمه بكلمة "جيف" GIF)، أن محرّك البحث "بينغ" Bing الذي أطلقته مايكروسوفت في الآونة الأخيرة، يمارس رقابة سياسية متشددة في الولاياتالمتحدة. وبيّنت ان "بينغ" ينفذ نوعاً من الرقابة تنسجم مع تطلبه الصين منه، إذ تدل نتائج البحث التي يأتي بها "بينغ"، إلى أنه يعمد إلى تصفية تلك النتائج، بحيث يستثنى منها المعلومات التي يعتبرها النظام الصيني "حسّاسة" أو "مدمّرة". فعند البحث عن صورٍ باستخدام كلمات أساسية مثل "تيانانمن 1989" باللغة الصينية، وجد "جيف" أن النتائج التي عاد بها "بينغ" لا علاقة لها بمجزرة ساحة "تيانانمن" (1989)، واستمر هذا الغياب عبر 500 نتيجة بحث. وبإعادة التجربة عينها مع محرك البحث "غوغل"، حملت النتائج صوراً لدبابات وطلاب معارضين. وأُجريت هذه الاختبارات كلّها من كومبيوتر عادي في الولاياتالمتحدة. في المقابل، فعند استخدام كلمات أساسية مثل "دالاي لاما تيبت" بالصينية، حملت معظم نتائج البحث على "بينغ" معلومات عن اعتداءات ضدّ دالاي لاما من النوع الذي تنشره قنوات الترويج الصينية الرسمية، بما في ذلك وصلة إلكترونية إلى موقع "سي سي تي في" cctv.com (التلفزيون الرسمي في الصين)، كما ظهرت وصلة الكترونية متصلة بموقع "بيبول.كوم. سي أن" people.com.cn، المُعبّر عن الحزب الشيوعي الصيني. ومن جهة أخرى، أظهرت نتائج غوغل الأولية خبرين، أحدهما عن موقع "صوت أميركا" والآخر متصل بموقع "إكزشانغ زيهي. أورغ" xizang-zhiye.orgالمؤيد لإنتفاضة التيبت. عاد بينغ بثلاث نتائج في الصفحة الأولى عند إجراء بحث عليه باستخدام "شابتر 08" Chapter 08 بالصينية، ككلمات أساسية. والمعلوم ان "شابتر 80" تشير الى حركة احتجاجية إلكترونية ضد الحكومة الصينية. وحمل "بينغ" نتيجتان معارضتان ل"شابتر 80"، في حين أشارت النتيجة الثالثة إلى صفحة غير موجودة. في ما تجاوزت نتائج البحث عينه "غوغل"، الرقم ثلاثة بكثير، مع وجود وصلات إلكترونية كثيرة فيها النص الكامل ل"شابتر 80". وأدّى البحث عن "فالون دافا" (وهو اسم لحركة معارضة) باللغة الصينية على محرك "بينغ" إلى نتائج مأساوية مماثلة. وجاءت النتائج مملؤة بمواقع الترويج للحكومة الصينية التي تهاجم ممارسة حرية التفكير. ومن بين نتائج البحث الخمسة الأولى التي حملها "بينغ"، هاجمت أربعة منها "فالون دافا" بقسوة. ومقابل ذلك، حملت نتائج "غوغل" الموقع الرسمي ل"فالون دافا" ("فالون دافا. أورغ") falundafa.org، إضافة الى نتائج تحمل الى صفحات على موسوعة "ويكيبيديا" مثقلة بالنتائج المؤيدة لهذه الحركة الاحتجاجية. وفي المقابل، لم يظهر الموقع الرسمي لتلك الحركة، في النتائج ال470 الأولى على محرك "بينغ". وتجدر الإشارة إلى أنّ تكرار هذه التجارب مع استخدام الكلمات الأساسية باللغة الإنكليزية، أدى الى نتائج متشابهة في "غوغل" و"بينغ". وفي تعقيب له على هذه النتائج، قال الدكتور شيو زو، نائب مدير "جيف"" "إنه أمر مفاجئ. سيرى الناس في الولاياتالمتحدة تقريباً ما سيراه الناس تحت الرقابة في الصين ضمن محرّك البحث "بينغ"، إذا كانوا يبحثون باللغة الصينية. يبدو أن مايكروسوفت اتبع إرشادات الرقابة الخاصة بالنظام الصيني بشكلٍ كبير، كما يفعل "غوغل" في الصين أخيراً. والفارق أن هذه القيود تفرض على الولاياتالمتحدة... ونحن لا نعلم ما الذي دفع بمايكروسوفت للقيام بذلك"".