بغداد - «الحياة» - أ ف ب، رويترز - أعلن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي خلال لقائه وفداً يمثّل وزارتي الخارجية والدفاع الاميركيتين في بغداد أمس، ان حواراً مع الاكراد سيبدأ خلال «الفترة المقبلة». في غضون ذلك، دعا زعيم «المجلس الأعلى» عبدالعزيز الحكيم المالكي والزعماء الشيعة إلى إعادة تفعيل عمل «الائتلاف الموحد» استعداداً للانتخابات النيابية المقبلة. وجاء في بيان حكومي إثر لقاء المالكي نائب وزيرة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية وليام بيرنز ونائبة وزير الدفاع للشؤون السياسية ميشيل فلورنوي ان «الامور تتحرك باتجاه أفضل والأيام المقبلة ستشهد حوارات بين الحكومة واقليم كردستان». لكنه استدرك ان «الدستور يبقى مرجعنا في كل شيء». وكان رئيس وزراء اقليم كردستان نيجيرفان بارزاني أعلن أواخر اذار (مارس) الماضي اتفاق الحكومة المركزية وسلطات الاقليم على «تطبيع العلاقات»، مشدداً على ضرورة تسوية المشاكل العالقة بالحوار و «ليس بأسلوب القوي والضعيف». وقال اثر لقائه المالكي حينها «اتفقنا على تطبيع العلاقات وقررنا اعادة الاوضاع الى طبيعتها وننتظر وصول وفد من بغداد قريبا لحسم كل الخلافات». ويسود التوتر منذ اشهر بين بغداد وسلطات اقليم كردستان بسبب خلافات حول عدد من القضايا المهمة مثل قانون النفط والغاز ومجالس الاسناد والصلاحيات ضمن الفيديرالية التي يؤكدها الدستور، خصوصا التقاطع بين سلطات المركز والاقليم. ويتهم الأكراد المالكي بأنه يحاول توحيد العرب ضدهم، عبر دغدغة مشاعرهم القومية للاصطفاف وراءه لنيل التأييد في الانتخابات المقبلة، ومحاربة خصومه السياسيين. وتابع رئيس الوزراء ان «المصالحة الوطنية عملية غير متوقفة (...) لا نفرق بين المواطنين كما كان يفعل النظام المباد، ولا نريد ان تعود هذه التفرقة فالعراق رقم واحد لايقبل القسمة على اثنين». من جهة اخرى، قال «نحن ملتزمون تنفيذ الاتفاقين المبرمين مع الولاياتالمتحدة»، في اشارة الى الاتفاق الامني واتفاق الاطار الاستراتيجي. بدوره، اكد الوفد الأميركي «التزام الولاياتالمتحدة تعهداتها، وتنظيم العلاقات لتطوير الاطار الاستراتيجي»، مجددين الدعم للحكومة والوقوف الى جانبها «من اجل الحفاظ على الامن وتقديم المساعدة في الانتخابات المقبلة» على ما أفاد البيان. على صعيد آخر، دعا الحكيم أمس قادة «الائتلاف» الشيعي، اكبر الكتل البرلمانية، الى العمل لإعادة تفعيل الائتلاف، استعداداً للمشاركة في الانتخابات البرلمانية المقبلة. وحث المالكي كونه زعيم حزب «الدعوة» «التعاون الجاد» لاعادة بناء الائتلاف. وقال في بيان نشر على موقع «المجلس الأعلى» على الانترنت ان الموقف «يستدعي ان يحافظ الائتلاف العراقي الموحد على وحدته وفاعليته وضرورة الالتزام بسياسته الوطنية في الانفتاح على جميع القوى الخيّرة للتعاون في بناء البلد والحفاظ على وحدته واستقراره وازدهاره». واضاف ان الهدف من دعوته هو «ان يواصل الائتلاف مسيرته المباركة ويطور مساهمته في تحقيق الاهداف الوطنية». وناشد الحكيم جميع قادة الائتلاف «وفي مقدمهم الاخ العزيز السيد رئيس الوزراء التعاون الجاد لإعادة بناء الائتلاف ورسم مساره في الانتخابات على الاسس والروح الموضوعية والاهداف الوطنية النبيلة التي تشكل من اجلها». وقال ان همام حمودي، القيادي في المجلس سيمثله في هذه العملية. وتأتي دعوة الحكيم بعد تراجع حزبه في الانتخابات المحلية الماضية، إذ لم يستطع الفوز بعدد كاف من الاصوات تؤهله للسيطرة على مجالس المحافظات الجنوبية، على النقيض من الانتخابات السابقة عام 2005 حين تمكن من حصد معظم الاصوات وبسط هيمنته على المجالس المحلية الجنوبية ذات الغالبية الشيعية بالاضافة الى بغداد. وكان الائتلاف فاز في الانتخابات البرلمانية الماضية بفارق كبير عن باقي الكتل، ما أهله لتشكيل حكومة برئاسة المالكي. لكنه سرعان ما بدت عليه علامات التفكك والتصدع بسبب الخلافات بين كتله وكثرة الانتقادات التي وجهت للاسلوب الطائفي الذي هيمن على تشكيله. وتمثلت اولى علامات التفكك بانسحاب حزب «الفضيلة» من الائتلاف تبعه انسحاب التيار الصدري الذي يرأسه الزعيم الشيعي مقتدى الصدر عام 2007. ومثلت الانتخابات المحلية التي جرت بداية العام الحالي الضربة القاسمة للائتلاف بعد ان قررت جميع كتله المشاركة فيها بقوائم مستقلة. وعلى عكس المالكي الذي استطاع ان يحقق نتائج كبيرة لم يتمكن الحكيم من تحقيق نتائج تمكنه من ان يكون ندا وشريكا في تأسيس مجالس المحافظات. وقال الحكيم في بيانه ان النجاحات التي حققتها البلاد في الفترة الماضية كان السبب فيها تماسك الائتلاف وهي التي «انقذت العراق من ازمات وتحديات خطيرة على صعد الامن والاستقرار ومواجهة الارهاب والقاعدة وبقايا السلطة السابقة والخارجين عن القانون». وربط بين تفعيل «الاتئلاف» والتحديات التي ما زالت تواجه العراق وقال: «ما زال العراق والعراقيون يواجهون تحديات كبرى على صعيد بناء مؤسسات الحكومة وحفظ هيبتها وسيادة القانون ومواجهة قوى الظلام والتكفير والجريمة من بقايا سلطة البعث الصدامي وغيرهم مما يستدعي ان يحافظ الائتلاف العراقي الموحد على وحدته وفاعليته». وكان المالكي اعلن بداية الشهر الجاري انه لن يشترك في الانتخابات المقبلة بتحالف يبنى على اسس طائفية. وقال المالكي في كلمة خلال زيارته لندن بداية الشهر الجاري ان الانتخابات البرلمانية المقبلة ستقوم على اساس التحالفات الوطنية. واضاف: «واذا كانت الانتخابات الاولى تمت على اساس المحاصصة فإن تلك المرحلة انتهت وانتخابات مجالس المحافظات كانت شاهدا على إلغاء الطائفية والمحاصصة».