أعلن الرئيس السوداني عمر البشير أن بلاده «لم تشهد على مدى تاريخها أي صراع ديني ولم تكن هنالك تفرقة دينية ولا عرقية ولا طائفية»، وأن السودان «أصبح قبلة لكل من ضاق به وطنه وأرضه»، بينما طالبت دول «الترويكا» حكومة جنوب السودان بإجراء إصلاحات اقتصادية والتراجع عن إنشاء 28 ولاية في حال رغبت بتلقي مساعدات مالية، لكن جوبا رفضت هذه الشروط واعتبرتها «تدخلاً في شؤونها الداخلية وسيادتها». وقال البشير خلال إفطار نظمته طائفة الأقباط، بأن كل مَن ضاق به وطنه جاء إلى السودان. وتابع: «جاؤوا إلينا من جنوب السودان ومن سورية والعراق واليمن». وأوضح أن هذا التجمع لكل أهل السودان أرادت من خلاله طائفة الأقباط، إرسال رسالة لكل العالم عن السودان والتعايش الديني والتراحم والتواصل بين مكونات شعبه، مبيناً وجود تواصل وتعايش بين المسلمين والمسيحيين في السودان بكل المناسبات الدينية والاجتماعية، من منطلق الرسالة السماوية الواحدة الداعية للتسامح والتآخي. إلى ذلك، أعلنت وزارة الإرشاد والأوقاف السودانية أمس، أنها وقعت مذكرة تفاهم مع برنامج الأممالمتحدة الإنمائي للتعاون والتنسيق حول جهود محاربة التطرف والإرهاب. ووقّع عن الوزارة وزير الإرشاد والأوقاف عمار ميرغني وعن الأممالمتحدة الممثل المقيم للأمم المتحدة في السودان ومنسق الأممالمتحدة للشؤون الإنسانية مارتا رويداس. وطبقاً لرويداس، فإن مذكرة التفاهم التي وقعت مع وزارة الإرشاد والأوقاف تضمنت خطة الأممالمتحدة لمحاربة الإرهاب والتطرف. ودعت مارتا إلى إعداد دراسات للتعرف إلى حجم الظاهرة، ومخاطبة المعرَّضين للتطرف والإرهاب لمعرفة جذور المشكلة وإجراء التدخلات اللازمة بالتعاون مع الجهات الحكومية ذات الصلة. وذكرت وزارة الإرشاد والأوقاف في تعميم، أن مذكرة التفاهم مع برنامج الأممالمتحدة الإنمائي تأتي في إطار جهود الوزارة لمحاربة ظاهرتَي التطرف والإرهاب والحد من مخاطرها. وأكد وزير الإرشاد والأوقاف ضرورة تضافر الجهود لمحاربة الإرهاب والتطرف والقيام بنشاطات لمنعه ومواجهة مظاهره وأشكاله، مشيراً إلى أن «السودانيين تتجذر فيهم الأخلاق الفاضلة والتسامح، ويراعون أدب الخلاف». من جهة أخرى، قال وزير الخارجية السوداني إبراهيم غندور إن مبعوثاً من الرئيس الأوغندي يويري موسفيني التقى البشير وطلب منه دعم مرشح بلاده لمنصب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، وكشف عن أن البشير سيزور كمبالا للمرة الثانية قريباً. وقال وزير الدولة للشؤون الخارجية الأوغندي أوكيلو بأوريم عقب نقله رسالة إلى البشير من نظيره موسيفني، إن «الرئيسين قويان ولديهما تأثير قوي في المنطقة ويجب أن يتعاونا من أجل مصلحة شرق أفريقيا». في شأن آخر، طالبت دول «الترويكا» التي تضم الولاياتالمتحدة وبريطانيا والنروج، حكومة جنوب السودان بإجراء إصلاحات اقتصادية والتراجع عن إنشاء 28 ولاية في حال رغبت في تقديم مساعدات مالية لها، لكن جوبا رفضت هذه الشروط واعتبرتها «تدخلاً في شؤونها الداخلية وسيادتها». وطالبت دول الترويكا بإقالة وزير المالية ومحافظ المصرف المركزي، واشترطت أيضاً على جوبا إلغاء قرار إنشاء 28 ولاية جديدة، الذي أقرّه رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت قبيل تكوين حكومة الوحدة الوطنية، وواجه معارضة نائبه رياك مشار والمجتمع الدولي. وأكدت الدول المانحة أن تنفيذ هذه الشروط أمر ضروري قبل إرسال أي نوع من المساعدات لحكومة الوحدة الوطنية التي شُكلت أخيراً. وفي المقابل، قال السكرتير الصحافي لسلفاكير، آتيني ويك، إن بلاده ترفض الشروط المسبقة، وإن إقالة أي مسؤول حكومي أو تعيينه أمر داخلي ولا يجب على الدول أن تتدخل فيه. وأضاف أن «قضية زيادة عدد الولايات هي قضية تهم المواطنين وهم الذين يقررون».