أثارت لوحة فنية تعرض رسماً للرئيس الجنوب الأفريقي الأسبق نيلسون مانديلا تحت مبضع التشريح وحوله عدد من القادة والسياسيين جدلاً واسعاً في جنوب أفريقيا أُضطر معه حزب المؤتمر الوطني الأفريقي إلى إصدار بيان صحافي يدين فيه اللوحة ويصفها بالمثيرة للإشمئزاز. واللوحة هي محاكاة ساخرة من تحفة رامبرانت في القرن ال17، وتُظهر مانديلا مسجى بينما يقوم نكوسي جونسون وهو ناشط ضد الإيدز توفي في وقت سابق بتشريح الذراع اليسرى للجثة فيما يقف من بين المتفرجين الأسقف ديزموند توتو، والسياسيون دي كليرك، وثابو مبيكي، ورئيس البلاد الحالي جاكوب زوما. وكانت اللوحة التي رسمها الفنان يايلي داماسو عرضت مدة يومين في أحد مراكز التسوق الشهيرة في جوهانسبورغ قبل أن تقوم صحيفة «ميل غارديان» بنشرها على صدر صفحته الأولى في عدد الجمعة الماضي لتفتح الباب شاسعاً للجدل حولها. وأدان حزب المؤتمر الوطني الأفريقي هذه اللوحة وقال المتحدث باسم الحزب جاكسون ميثمبو في تصريحات صحافية: «اللوحة قليلة ذوق، وتنم عن حال عدم احترام، وهي إهانة لقيم مجتمعنا». وواصل: «قتل شخص على قيد الحياة ليس فناً، اللوحة تنم عن العنصرية، وهي ذهبت بعيداً عندما احتوت على جسد مانديلا عارياً، مانديلا رمز وقيمة عالمية وهو موضع احترام وتقدير ولهذا أصبنا بالصدمة والاشمئزاز». وأضاف: «لماذا يحلم أي شخص أو فنان بوفاة مانديلا؟ لماذا الصحف بما في ذلك ميل غادريان تنشر مثل هذه القمامة على صدر صفحتها؟، لماذا لا تحترم الجمهور، وحتى المركز التجاري الذي عرضت فيه اللوحة لم يحترم الجمهور، هذه إهانة لرموزنا وقادتنا وإهانة لنا جميعاً». لكن الرسام داماسو والبالغ من العمر41 عاماً لم يبدِ أي ندم عن رسمه للصورة مبدياً إعجابه الشديد بنيسلون مانديلا لكنه قال: «الفكرة بزغت في مخيلتي، مانديلا أحد القادة العظام في عصرنا ومن حوله السياسيون يحاولون معرفة ما جعل منه رجلاً عظيماً ومن بينهم نكوسي جونسون وهو الوحيد في هذه اللوحة الذي لم يعد على قيد الحياة، واللوحة تحاول التأكيد على أن مانديلا مجرد رجل وأن على من حوله أن يتوقفوا عن البحث عن سر عظمته وأن يبدأوا في السعي لبناء البلاد». لكن نبرة داماسو التبريرة خفتت حين قال: «لم أكن أعلم أن تصوير شخص حيّ على أنه ميت يعتبر معيباً في الثقافة الأفريقية».