كادت ملاسنة كلامية وقعت بين أعضاء المجلس البلدي في جدة وأحد المقاولين المسؤولين عن تنفيذ مشروع «جدة التاريخية» أن تتطور وتصل إلى ما لا تحمد عقباه، لولا تدخل أحد الأعضاء ومحاولة لتهدئة بين عضو المجلس البلدي والمقاول، ونقلت مصادر خاصة ل«الحياة» الواقعة التي حدثت أمس (السبت)، خلال الاجتماع المغلق الذي دار داخل قاعة في مقر المجلس البلدي. وأكدت مصادر «الحياة» أن شرارة الاحتدام بين الطرفين بدأت عندما زجر أحد الأعضاء المقاول آمراً إياه بالسكوت وعدم التحدث، ما أثار حفيظة المقاول، ودعاه إلى محاولة التلفظ على نفس العضو، ما حدا بالطرفين إلى الدخول في مهاترات كلامية كادت أن تصل إلى اشتباك بالأيدي لولا تدخل بعض المجتمعين وتهدئة الطرفين، وإلزام كل طرف بالامتثال لصوت العقل والمنطق. وكانت مواجهة ساخنة بين مسؤولي أمانة محافظة جدة والمقاول المسؤول عن مشروع جدة التاريخية في اجتماع عاجل دارت رحاها في مقر المجلس البلدي أمس، انتهت بتعهد المقاول بالانتهاء من جميع أعمال الحفر والرصف والإنارة الجارية حالياً في سوق «الندى» وشارع «قابل» قبل حلول شهر رمضان. وأكد المقاول (تحتفظ «الحياة» باسمه)، في الاجتماع الذي حضره رئيس وأعضاء المجلس البلدي على أنه سيعمل على تأهيل سوق العلوي بدءاً من مسجد «العمار» ووصولاً إلى «برحة نصيف»، إضافة إلى تزفيت وتمهيد الطريق وربطه بشارع الفلاح قبل إطلالة هلال شهر رمضان المقبل، مؤكداً أن المنطقة ستصبح جاهزة بالكامل لاستقبال الزوار والسائحين. وأوضح رئيس المجلس البلدي حسين بن علوي باعقيل أن الجلسة التي اتسمت بالصراحة والشفافية انتهت بالوصول إلى برنامج عمل محدد يحقق طموحات مواطني وتجار المنطقة، ويسهم في إنقاذ موسم التسوق خلال شهر رمضان، مشيراً إلى أن مقاول المشروع تعهد بتنفيذ خطة العمل الطارئة التي اقترحها أعضاء المجلس البلدي ومسؤولي الأمانة. وبحسب باعقيل، فإن الخطة ستعمل على الانتهاء من الأسواق المزدحمة، بحيث يتم تسليم سوقي «الندى» و«العلوي» حتى «برحة نصيف» وشارع «قابل» بالكامل في 26 شعبان المقبل، على أن يعمل المقاول بشكل موقت على تمهيد وتزفيت السوق حتى «العيدروس» وربطه ب «الفلاح». وأوضح أن الأمانة من جانبها تعهدت بصرف جانب من مستحقات المقاول خلال الأسبوع الجاري، لافتاً إلى أنه سيتم عقد اجتماعات مكثفة بين المشرفين على المشروع ورئيس بلدية البلد لتذليل العقبات التي أدت إلى تعطيل سير العمل في الفترة الماضية، مشيراً أن المجلس البلدي تبنى القضية بأكملها منذ بدايتها، وأقر عقد اجتماعات أسبوعية للوقوف على ما يتم إنجازه في المشروع، والاطلاع على التقارير اليومية حيال التنفيذ. بدوره، شدد عضو المجلس البلدي الدكتور توفيق رحيمي على أهمية عقد اجتماع عاجل بين المحاور الثلاثة التي تشرف على المشروع (المقاول، الأمانة، بلدية البلد) لتذليل جميع العقبات حتى يستطيع المنفذون الوفاء بالتزامهم في الوقت المحدد، «علينا أن نختار الوقت المناسب لتغيير الشكل القديم وتزيين المنطقة، وينبغي أن نذيل كل العقبات أولاً قبل أن نصدر الوعود». بينما ثمّن عضو المجلس البلدي بسام بن جميل أخضر استجابة جميع الأطراف للاجتماع العاجل الذي دعا إليه مجلسه، لبحث سبل معالجة العوائق بما يرضي التجار والمواطنين وحتى السائحين. وقال: «إن المجلس البلدي سعى لمعالجة الوضع انطلاقاً من رفضه منطق أنصاف الحلول، ولابد من إنهاء جميع الأعمال الموجودة في الأسواق خلال شهر شعبان، لأن شهر رمضان المبارك يعتبر مهرجاناً كبيراً للتسوق ومن الصعوبة الاقتراب منه»، موضحاً أن رئيس وأعضاء المجلس البلدي وافقوا على تعهدات المقاول، مطالباً في الوقت نفسه المواطنين والمقيمين «بإعطاء القائمين على المشروع مهلة جديدة لتحسين الوضع قبل حلول الشهر».