من المشاريع الخيرية والإنمائية المهمة التي تؤدي إلى قضاء حوائج الناس وخدمة المجتمع تكوين الجمعيات والصناديق الخيرية، فإذا روجت ثقافة العمل الخيري التطوعي وانتشرت في مجتمعنا الإسلامي والعربي من منطلق قوله تعالى (وتعاونوا على البر والتقوى) بالتأكيد سيؤدي ذلك إلى نشر روح التعاون والتكافل والتسامح والحب بين جميع فئات المجتمع، وأهم ما في ذلك هو العمل على مساعدة الفقراء والمحتاجين، خصوصاً الحالات الإنسانية والمرضية المستعصية التي في أمس الحاجة إلى تقديم العون والمساعدة، وصندوق رعاية المصريين في السعودية يعتبر تجربة ناجحة مستمرة منذ أكثر من 20 عاماً في العمل التكافلي الإنساني والخيري، إذ يقدم خدمات جليلة ومساعدات لأبناء الجالية المصرية داخل المملكة تحت إشراف ومتابعة من القنصلية المصرية بالرياض، وأعضائه ومجلس إدارته كافة من أبناء مصر الذين استقطعوا من أنفسهم الكثير من الجهد والوقت لتحقيق التكافل الاجتماعي ومساعدة إخوانهم وأخواتهم أبناء الجالية، وإذا نظرنا إلى المميزات التي يتمتع بها العضو في الصندوق في مقابل اشتراك رمزي قدره 100 ريال سنوياً فقط نجد منها: تيسير الرعاية الطبية لأعضائه، إذ تم أخيراً الاتفاق مع إحدى الشركات لتقديم خدمة التأمين الصحي لأعضاء الصندوق بسعر مخفض، وفي حال وفاة العضو داخل المملكة يصرف للورثة الشرعيين مبلغ في حدود «25 ألف» ريال، أما في حال العجز الكلي المستديم، يدفع له الصندوق مبلغ «15 ألف» ريال كحد أقصى، وفي حال إصابة العضو بعجز جزئي مستديم، يدفع الصندوق له مبلغ «5» آلاف ريال، ويقدم الصندوق كذلك من خلال لجنة الحالات الإنسانية مساعدات إنسانية في حالات الضرورة للأعضاء حتى «4 آلاف» ريال ويدفع حتى لغير الأعضاء حتى «2000» ريال في الحالات التي تستدعي ذلك. كما توفر الصندوق الخدمات الاجتماعية المناسبة لأبناء المصريين المقيمين بنطاق نشاط الصندوق ومتابعة ما يتصل بها في الوطن، ويقدم الخدمات والاستشارات القانونية والمهنية المتخصصة، ويشرف على تنفيذ الأنشطة الاجتماعية والرياضية والترويجية المناسبة، كما يتم السماح لكل عضو بزيادة 10 كيلوغرامات في الوزن عند سفره على شركة مصر للطيران من الرياض والدمام إلى أي جهة، وهناك الكثير من المزايا والخدمات الأخرى التي يقدمها الصندوق لأعضائه تحت شعار «خليني معاك وقت الشدة» مثل تخفيضات على رسوم المدارس لأبناء الأعضاء، وتخفيضات في المستشفيات والمستوصفات والمختبرات المشتركة مع الصندوق... فهل نرى في المستقبل تكراراً لهذه التجربة الرائعة والمفيدة للجاليات المصرية في بلدان أخرى غير المملكة؟ [email protected]