أين تتجه مشاعر الوسط الرياضي مساء اليوم؟ هل تتجه للمنتخب الهولندي بتوليفته الرائعة أم للإسباني بطل أوروبا في النسخة الأخيرة؟ قد يتجه البعض لترشيح منتخب هولندا لنيل اللقب للمرة الأولى في تاريخها، مع تعاطف مبني على تاريخ مشاركة هولندا في النهائيات الماضية، وخصوصاً نهائي عام 1974 في ألمانيا، عندما كان منتخب هولندا الأقرب للقب بقيادة اللاعب الفذ كرويف، ولكن الأرض لعبت مع أصحابها وأقصت منتخب هولندا عنوة ومن دون شفقة، وفي نهائي كأس العالم 1978 تمردت الكرة على هولندا وطاوعت أصحاب الأرض منتخب الأرجنتين لتضيع على هولندا البطولة بالسيناريو ذاته للمرة الثانية على التوالي، هذا السرد التاريخي قد يمنح الوسط الرياضي دافعاً للتعاطف مع هولندا، وهذا حق متاح ومشاع للجميع. والتعاطف مساء اليوم قد يذهب لمنتخب إسبانيا بطل أوروبا في النسخة الأخيرة، وصاحب الجذور الأندلسية التي تدغدغ مشاعر العرب، فالمنتخب الإسباني قادر بمجموعته الرائعة على انتزاع اللقب ليصبح بطل أوروبا والعالم، وقد لا تتكرر الفرصة السانحة للمنتخب الإسباني، لذا نتوقع أن يعظ عليها بالنواجذ ويقاتل إلى آخر رمق للفوز بأغلى وأهم بطولة في تاريخ إسبانيا. ومشاعر السعوديين والمصريين مشتركة من ناحية الحسرة على عدم تأهل المنتخبين للمونديال بظروف الكل يعلمها، فقد فات على السعوديين فرصة الظهور في المونديال للمرة الخامسة على التوالي، وفات على المصريين تقديم أفضل منتخب في تاريخ مصر، وإذا كانت مشاعر السعوديين والمصريين مغلفة بالحسرة ومشاعر العرب كافة كانت مع منتخب الجزائر، فإن المشاعر في ليلة الختام ستكون موزعة بين المنتخبين الهولندي والإسباني، وقد تميل الكفة لطرف من دون آخر، فلا تثريب ولا قيود في ذلك، فالمنتخبان يستحق كل منهما اللقب. والليلة نقضيها مع ختام أسوأ مونديال من النواحي الأمنية والجماهيرية والتسويقية كافة، ويظل للنهائي نكهته وروعته حتى لو أقيم في جزر «الواق واق»، فالمهم أن نستمتع بنهائي يمسح ثغرات البطولة كافة وثقوبها وعيوبها، والمهم أن البطولة تذهب للمرة الأولى لفريق أوروبي خارج القارة العجوز، وللمرة الأولى للمنتخب الفائز هذه الليلة وسيكون البطل المتوج محاطاً بالروح الرياضية من أنظار العالم كافة. فمن بطل مونديال إفريقيا، هولندا أم إسبانيا؟ سؤال حائر نحتاج لصرف ساعة ونصف الساعة وقد تمتد لوقت إضافي وركلات ترجيح من عمر المباراة للوصول للإجابة المنتظرة. [email protected]