في المغيب الساحلي كنا معاً نجمان يقتربان من ليلهما معاً، كلّما أرخى المساء ظلاً تعانقا أكثر الشفتان من كرز وخرز والأنفاس من هديل اليمام الأساور من مصر والساعدان من تراب الشام الأقراط من فضّة التعب والسرّة من عدن. * النسمةُ مُتشبثةٌ بالأهداب الصيف مستأنس تحت جفنكِ الموسيقى بين النهدين العتمة فستان السهرة الضوء بذلة النهار غداً تخرجين الى البحر ليتنفس الصعداء تهبين الموج خصلاته البيضاء تمنحين الرمال المتحركة تحتك بعضاً من رضى الاحتكاك. خصرُكِ عرّابُ الفتنة أنفاسُكِ وقود المياه المشيةُ صبّارُ العيون/ جلاّد البصر نظراتك دُوّار الشمس ودِوارها قطعانُ الماء، نهمةً، ترعى الزغب كأنكِ ما تبقى من عشبٍ في المدينة من موسيقى في الكمنجات من لونٍ في ذاكرة العميان كأنني ملوانةُ يديكِ فرشاةُ الصبر ممحاةُ الضجر وترٌ عالقٌ في حبالكِ الصوتية ينبوعٌ فاجرٌ في جوف مياهكِ طيرٌ عابرٌ في سماء النظر سيفٌ في حروبكِ الطاحنة مع الغمام كأنكِ بقيةُ الهسيس في الرماد شجنُ الغريب في البلاد ملاكُ الإثم وبرهانُ الخطيئة كأنني المذبوح بشفرة الغياب أنادي على أهلي لا أهل لي، ولا ميراث فقط قمرٌ برتقالي على التلال وترٌ سماوي في الظلال أسمّي نفسي ابن نفسي ابن البلاد الرخوة والسنين المتراكمة في السلال أُحصي خساراتي وانكساراتي كمن يجمع غلة آخر النهار مياومٌ في الوردة ساكنٌ في الاشتياق لم أغنِ يوماً لمستبد وما أحببتُ قاتل العذارى والنضارة شهريار ذكورته سيف يفضّ الأعناق عجزه سيّاف أحفاده هنا سُلالة القتل ورثةُ الدماء يقيمون حظائر خوفهم من أنوثة الحياة يبترون شجر الرغبة يصطادون الفحيح في كلِّ بضٍّ يقتلون شهرزاد في كل أنثى، وفي كل أنثى شهرزاد. * مقتطف من نص طويل... في زاوية الخميس الفائت من «حبر وملح» خطأ مطبعي في الفقرة الأخيرة بدّل المعنى حين حلت كلمة براءة مكان كلمة براعة، والصواب «خرجتُ من الصالة مأخوذاً ببراعة ما شاهدت... الخ»...