الأرجح أن أسباباً كثيرة دفعت جمعية «عصر العلم» لاختيار البروفسور الأميركي- المصري أحمد الزويل رئيس شرف يواكب انطلاقتها التي احتضنتها «مكتبة الاسكندرية» أخيراً. وفي سياق حديثه عن تلك الأسباب، أشار الدكتور عصام شرف، رئيس مجلس إدارة تلك الجمعية، إلى أنها اقتبست اسمها من كتاب للدكتور زويل، مشيراً إلى أنها جمعية أهلية تعمل على تقديم العِلم وبحوثه باعتبارهما ضرورة في المجتمعات المعاصرة. وأوضح شرف ان الجمعية تسعى لتحقيق التواصل بين العلماء المصريين داخل مصر وخارجها، وتشجيع العلماء الشباب المتميزين عبر توفير الإمكانات اللازمة لإجراء بحوثهم وابتكاراتهم، والمساهمة في حل مشكلات المجتمع المصري. وكذلك لفت شرف إلى أن الجمعية تهدف إلى نشر الثقافة العلمية والارتقاء بها عِبر تعزيز استخدام الأسلوب العلمي، ودعم تنظيم الطاقات العلمية محلياً لخلق قاعدة علمية تكنولوجية في مصر. وعرض أيضاً لتجارب دول متقدمة في استعمال التعليم أداة للارتقاء بالعلم، وإعداد الدراسات والإستراتيجيات التي توضح رؤية العلماء واقتراحاتهم للتغلب على مشكلات التعليم. وقال: «يمكن تعريف التقنية بأنها أي شيء يستخدم في إنتاج السلع والخدمات لتحقيق حاجات الإنسان، وبالتالي فإن هناك حاجة إلى توطين التقنيات وإنتاجها عِبر دعم العلم وبحوثه، معتبراً أن ذلك قضية أمن قومي. خلال حفل انطلاقة الجميعة في «مكتبة الاسكندرية»، تحدث البروفسور زويل، الحائز جائزة نوبل في الكيمياء، عن عصر العلم، مؤكداً أن تحقيق التقدم اجتماعياً لا يتطلب أجيالاً كما يرى البعض، بل من المستطاع تحقيق ذلك في فترة تتراوح بين 10 و 20 سنة، بواسطة التركيز على تأسيس قاعدة علمية وفكر حديث. ودلّل زويل على رأيه بتجربة تايوان التي زارها أخيراً فوجدها مختلفة جذرياً عما كانته حين قصدها قبل عشر سنوات، خصوصاً لجهة التقدم في العِلم والتقنية وبحوثهما. وأوضح أن حماسته ل «جمعية عصر العلم» نابع من ابتعادها عن السياسة، وتركيزها على دعم العلم وبحوثه، الذي يعد أساس التقدم سياسياً واقتصادياً واجتماعياً. وأعلن زويل أنه سينشر بحثاً علمياً في آب (أغسطس) المقبل حول تصوير الذرّات والجزيئات للمرة الأولى، عِبر تقنية رباعية الأبعاد بمعنى انها تضيف الزمن الى الأبعاد الثلاثة المعروفة للمكان. وبيّن ان هذه التقنية، التي تعتمد على ميكروسكوب فائق التطوّر، تفتح مجالاً علمياً جديداً قد يحدث تغييراً جذرياً في الطب في السنوات القليلة المقبلة. وأوضح ان تلك التقنية عينها تساعد على تعميق فهم طُرُق عمل الأدوية، ما يؤدي إلى تخفيض كلفة إنتاجها. وأكد زويل أن مصر تضم كفاءات متميزة علمياً، لكن تحقيق التقدم علمياً يحتاج إلى منظومة علمية متكاملة، ومناخ يساعد على الإبداع، إضافة إلى دعم العلماء المتميزين. وأعرب عن اعتقاده بعدم وجود تعارض بين العِلم والدين، بمعنى أنه لا يجب استخدام الدين أداة لمنع العقل من فهم المواضيع العلمية. يذكر أن جمعية «عصر العلم» تعمل على عقد مؤتمرات وورش عمل لطرح وجهات النظر العملية عن طُرُق ربط وسائل الإنتاج الصناعية والزراعية بالبحث العلمي، وإثراء وسائل الإعلام بالمعلومات والمناهج العلمية.