تنطلق مساء اليوم فعاليات ملتقى النص المسرحي السعودي في دورته الأولى، برعاية وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة. والملتقى الذي تنظمه جمعية المسرحيين السعوديين، يستمر ثلاثة أيام ويحفل بالعديد من الأنشطة والأوراق التي سيقدمها نخبة من المسرحيين والمعنيين بالحراك المسرحي المحلي من نقاد وإعلاميين. وقال مدير الملتقى نايف البقمي إن إقامة ملتقى النص المسرحي، يدفع بالحراك المسرحي في المملكة إلى مستويات متقدمة، مضيفاً أن النص المسرحي «يعد ركناً مهماً من أركان العرض المسرحي» مشيراً إلى أن قلة الكتاب المسرحيين وكذلك ندرة البحوث المتعلقة بالنص المسرحي، دفعت إدارة جمعية المسرحيين إلى التفكير في تنظيم مثل هذا الملتقى «لتسليط الضوء على تجربة الكتابة المسرحية في المملكة، وبحث جوانب وخصائص النص المسرحي من خلال الجلسات التي ستعقد». وتشهد حفلة الافتتاح، التي ستقام في فندق جولدن توليب في حي الناصرية، عرضاً مسرحياً بعنوان «حالة بلع لسان» من تقديم جمعية الثقافة والفنون بنجران، وسيتم أيضاً خلال حفلة الافتتاح تكريم للدكتورة ملحة عبدالله لما قدمته من جهود مميزة في المسرح السعودي. من جهة أخرى، قال الكاتب المسرحي عبدالعزيز السماعيل، الذي يشارك بورقة عنوانها «استلهام التراث في النص المسرحي» «لأن هذا الملتقى يقام للمرة الاولى فأنا أتصوره نقطة تحول في الاهتمام بالنص المسرحي المحلي، تحسب بلا شك لجمعية المسرحيين السعوديين ولمن قام وأعد هذا الملتقى، خصوصاً أن النص المسرحي السعودي لم يجد حتى الآن من يسلط الضوء عليه من المسرحيين والمهتمين بالمسرح أنفسهم»، مضيفاً: «احسبه أيضاً فرصة مناسبة لحوار كتاب النص المسرحي السعودي مع بعضهم والاستفادة من تجاربهم، بخاصة أن لقاءاتنا قليلة جداً إن لم تكن نادرة ولا تكفي في الغالب للتعرف على بعضنا بطريقة جيدة، واحسبه فرصة لكتاب النص المسرحي للإفصاح عن همومهم وأمنياتهم وحتى مشكلاتهم، التي يواجهونها مع المخرجين والجهات المنتجة لأعمالهم المسرحية وعلاقتهم بها في مرحلة التنفيذ، والتي غالباً ما تكون في غير مصلحة النص والمؤلف المسرحي، ليس فقط من ناحية اختصار وحذف مقاطع مهمة من النصوص من دون وجه حق أحياناً كثيرة، بل وحتى في الرؤية الفنية الإخراجية التي تخضع النصوص غالباً لمعايير وتصورات فنية وفكرية، ربما لا تطابق أو لا تنسجم مع أهداف النص المسرحي». وتمنى السماعيل «الوصول إلى تفعيل الحوار والنقاش، تمهيداً لتطوير هذا الملتقى الذي يتمنى أن يستمر لينعقد سنوياً في المدن المختلفة من المملكة». فيما تقول الناقدة المسرحية حليمة مظفر إن «للملتقى أهميته؛ وأحسبه خلال ورقات العمل والمناقشات التي ستلقى في الجلسات سيؤسس لمصطلحات ومفاهيم النص المسرحي لدى المهتمين من كتاب المسرح، بخاصة الشباب الذين يريدون خوض هذه التجربة في ظل الجفاف الأكاديمي والجفاف التخصصي، الذي يعاني منه الفن المسرحي والعاملون فيه في المجتمع». وأشار الممثل عمر الجاسر إلى أنه «وإن بدأنا متأخرين، لكن أن تبدأ متأخراً، خير من ألا تبدأ»، متمنياً أن يتمكن الملتقى «من إلقاء الضوء على أهمية دعم النص، والمسرح السعودي»، واصفاً الملتقى بأنه «خطوة إيجابية، أتمنى تطويرها مستقبلاً». واعتبر المسرحي سامي الجمعان أن إقامة الملتقى «رد فعلي على وجود نص مسرحي سعودي، بتوجهات ومدارس كتابية عدة»، لافتاً إلى أن الطرح الذي سيشتمل عليه هذا الملتقى، يعكس «تبياناً حقيقياً لما استطاع هذا النص تحقيقه وبلوغه من رؤى وقضايا واهتمامات ذات مستويات، ترتقي لأن تطرح عربياً لو وجدت النقاد المتحمسين لها». من ناحية، تبدأ جلسات الملتقى صباح يوم الأحد بجلستين، الأولى: النص المسرحي في السعودية - استلهامات فكرية»، يشارك فيها كل من محمد العثيم وعبدالعزيز السماعيل وسامي الجمعان، ويديرها هائل عقيل وتعقب عليها خديجة ناجع. أما الجلسة الثانية والتي يشارك فيها عبدالعزيز الصقعبي وفهد ردة الحارثي وملحة عبدالله في جلسة عنوانها: نص المونودراما أبعاد التجربة» وتبدأ في تمام الساعة الخامسة عصراً ويديرها نوح الجمعان ويعقب على أوراقها ياسر مدخلي. وفي الفترة الصباحية من يوم الاثنين سيتم توقيع ثلاثة كتب حديثة عن المسرح، لكل من الدكتورة ملحة عبدالله وفهد الحارثي وعبدالعزيز الصقعبي. وتستهل الفترة المسائية بجلسة عنوانها «نص مسرح الطفل الواقع والمأمول» يقدم أوراقها فهد الحوشاني ومشعل الرشيد ويحيى العلكمي، ويديرها مساعد الزهراني ويعقب عليها عبدالعزيز عسيري. وختام الجلسات في الساعة التاسعة مساءً من اليوم نفسه ويشارك فيها محمد العباس وحليمة مظفر ومحمد السحيمي، وتحمل عنوان «إشكاليات النص المسرحي في السعودية». ويديرها رجا العتيبي وتقوم سماهر الضامن بالتعقيب عليها.