سقط 4 جرحى في صفوف القوات التابعة لحكومة الوفاق الوطني أمس، في ظل مواجهات عنيفة متواصلة في سرت مع مسلحي «داعش»، فيما جرح اثنان من القوات الحكومية بانفجار سيارة مفخخة كان يقودها إرهابي حاول الوصول بها الى نقطة لهذه القوات لكنها اصطدمت بلغم أرضي وانفجر قبل بلوغ هدفها، ما أدى الى مقتل سائقها. تزامن ذلك مع استعادة مسلحي «داعش» جزءاً من ميناء سرت الذي طرد منه قبل ايام. وعزا أحمد هدية الناطق الإعلامي لعملية «البنيان المرصوص» ذلك الى «استحالة بسط سيطرة كاملة على الميناء نظراً الى كثافة إطلاق النار وتمسك المسلحين بمراكزهم داخله كونه المخرج الأخير لتنظيم داعش بعد قطع الطرق البرية والمخارج الأخرى». كذلك، أعلن العقيد أحمد المسماري الناطق باسم الجيش الليبي بقيادة الفريق خليفة حفتر، أن «داعش استطاع استعادة السيطرة على ميناء سرت بعد وقوع مواجهات عنيفة مع قوة حكومة الوفاق، ما دفع الأخيرة الى التراجع». وأوضح رئيس المجلس المحلي في سرت عبدالفتاح السيوي أن مسلحي «داعش» يسيطرون على المباني الإدارية في الميناء، فيما تسيطر القوات الحكومية على مرسى الميناء الذي يعتبر المصدر الوحيد لتزود التنظيم الإرهابي بإمدادات. وأفادت مصادر في سرت بأن مسلحي «داعش» يدافعون بشراسة عن أحياء يسيطرون عليها، إضافة الى مجمع واغادوغو للمؤتمرات، وينشرون قناصة على أسطح المباني، ولا يبدون أي استعداد للتراجع او الانسحاب من مواقعهم. وأعلنت القوات التابعة لحكومة الوفاق اعتقال ستة من مسلحي «داعش» في منطقة زمزم القريبة من مصراتة ووجهت إليهم تهمة التورط في تفجير انتحاري في «بوابة أبو قرين» أسفر عن مقتل عشرة من عناصر القوات الحكومية الخميس. في غضون ذلك، تسبب الجدل حول تقصير في توفير وسائل العلاج اللازمة لجرحى القوات الحكومية في سرت، بأزمة بين أطراف السلطة في طرابلس، بعدما هدد مجلس الدولة ب «سحب الثقة من الحكومة»، ما لم تنجح في توفير الدعم اللوجستي المطلوب لعملية سرت وتأمين سبل العلاج المناسب لمصابي القوات الحكومية. وعلى خلفية شكاوى مصابين من سوء معاملة في مستشفيات في دول مجاورة، دعا المجلس الحكومة الى «الإسراع في توطين العلاج داخل ليبيا وعدم السماح بارتهان حياة الجرحى من قبل أي طرف خارجي وإنهاء الفوضى» في هذا الشأن. كما شدد المجلس على «مطالبة المجتمع الدولي بالإيفاء بوعوده في دعم القوات الحكومية بالسلاح والعتاد المناسبين وإخلاء الجرحى وتذليل كل الصعاب لوصولهم إلى أماكن العلاج المختلفة». من جهة أخرى، أعلنت قبائل «بنغازي الكبرى» دعمها الكامل للفريق خليفة حفتر ومجلس النواب (البرلمان) الذي يتخذ من طبرق مقراً له، في ما يتعلق بموقفهما الرافض للاعتراف بشرعية حكومة الوفاق في طرابلس. وأكد أعيان وممثلو القبائل خلال لقاء في مقر قيادة الجيش في مدينة المرج (شرق)، مساندتهم مجلس النواب والحكومة الموقتة المنبثقة منه، ومشاركتهم موقفهما القاضي بعدم الاعتراف بشرعية حكومة الوفاق في طرابلس، نظراً الى فشلها في نيل ثقة المجلس في طبرق. واعتبر «مجلس أعيان وقبائل مدينة بنغازي الكبرى»، أن الجيش بمكوناته، هو الجهة الوحيدة التي تقوم بحماية الأمن العام في بنغازي وغيرها من المناطق، مشدداً بذلك على رفضه الاعتراف بشرعية أي قوات تعمل خارج إطار أمرة الفريق حفتر.