نجا مسؤول أمني يمني في محافظة مأرب (170 كيلومتراً شرق صنعاء) أمس، من محاولة اغتيال نفذها مسلحون يعتقد بأنهم ينتمون إلى تنظيم «القاعدة في جزيرة العرب»، وفقاً لمصادر محلية تحدثت إلى «الحياة». وقالت هذه المصادر إن مسلحين يستقلون سيارة «سوزوكي» من نوع «فيتارا» نصبوا مكمناً مسلحاً لمدير مديرية مدغل في محافظة مأرب العقيد محسن ربيش بن كعلان، وأمطروه بوابل من الرصاص، قبل أن يتمكنوا من الفرار. غير أن هذه المصادر أكدت نجاة العقيد بن كعلان من الحادث، فيما أُصيب أحد مرافقيه إصابة وصفت بأنها «متوسطة»، نُقل إثرها إلى المستشفى. ونقل موقع «مأرب برس» الإخباري عن العقيد بن كعلان قوله: «عند خروجنا من مدينة مأرب وتحديداً عند نقطة المطار، شاهدنا سيارة فيتارا (سوزوكي) تلاحقنا في طريقة مريبة، وعندها أطلقوا النار تجاهنا وأصابوا أحد المرافقين وكذا السيارة، ولاذوا بالفرار تجاه وادي عبيدة»، مشيراً إلى أن المؤشرات ترجح وقوف عناصر القاعدة وراء العملية. يشار إلى أن العقيد بن كعلان هو شقيق مدير أمن مديرية مدغل السابق الرائد محمد ربيش بن كعلان الذي اغتالته القاعدة بطرد مفخخ في تشرين الأول (أكتوبر) عام 2008. وشهد وادي عبيدة في محافظة مأرب خلال السنوات الأخيرة، مواجهات متكررة بين قوات الجيش ومسلحين قبليين ينتمون إلى تنظيم «القاعدة». جاء ذلك فيما شنت طائرة حربية أواخر أيار (مايو) الماضي غارة جوية على عناصر من «القاعدة» في منطقة «مردة» في وادي عبيدة. غير أنها أخطأت هدفها وقتلت نائب المحافظ جابر علي الشبواني وأربعة من مرافقيه، ما أثار غضب القبائل قبل أن تنجح الحكومة اليمنية في إحتواء الموقف. من جهة ثانية، قالت وزارة الداخلية اليمنية إن عناصر من جماعة الحوثي يقدر عددها ب30 شخصاً حاولوا الإستيلاء على مستشفى حكومي يقع في مديرية خراب المواشي في محافظة الجوف شمال شرقي البلاد، مشيراً إلى أن عناصر الحوثي تريد الاستيلاء على المستشفى لطرد الطاقم الطبي العامل فيه، وجلب كوادر طبية تابعة لها للعمل في المستشفى. واتهم الموقع الإلكتروني للداخلية اليمنية المتمردين الحوثيين بإرتكاب عدد من الأعمال الخارجة على القانون، من بينها قتل مواطنين في بعض مديريات الجوف، «لتأزيم الأوضاع وزرع العراقيل أمام جهود إحلال السلام في شكل نهائي في المحافظة». من جهتهم، انتقد المتمردون الحوثيون الحكومة اليمنية إرسال تعزيزات عسكرية إلى محافظة صعدة شمال اليمن، واعتبروا ذلك دليلاً على ما سموها ب «النيات العدوانية» للسلطة تجاههم. وقال مصدر في المكتب الإعلامي لزعيم التمرد عبدالملك الحوثي إن «التعزيزات العسكرية المتواصلة إلى صعدة من بعد الحرب السادسة تعكس وبكل وضوح النيات العدوانية للسلطة كون صعدة لا تحتاج إلى جندي واحد. فما فيها من جيش ومعسكرات وألوية ودبابات وعتاد قد حول المحافظة إلى ثكنة عسكرية». واعتبر هذه التعزيزات «رسائل عدوان وليست رسائل سلام». وقالت مصادر محلية ل «الحياة» في محافظة صعدة إن هناك مخاوف في أوساط السكان المحليين من تفجر الوضع الأمني مرة أخرى في ضوء الاستعدادات الجارية من الطرفين لخوض مرحلة جديدة من الحرب. وأشارت إلى وصول تعزيزات عسكرية جديدة إلى محافظة صعدة عبر طريق البقع - اليتمة قادماً من صنعاء، في وقت يحفر المتمردون خنادق جديدة والتزود بالأسلحة واستعدادات أخرى.