لندن، واشنطن - أ ف ب، يو بي آي - قتل جندي بريطاني في انفجار لغم بمنطقة سانغين في ولاية هلمند جنوبافغانستان الذي سينتقل الاشراف عليه قريباً الى القوات الاميركية، ما رفع الى 314 عدد القتلى البريطانيين في البلاد منذ اطاحة نظام «طالبان» نهاية 2001. وأوضحت وزارة الدفاع البريطانية ان الجندي ينتمي الى مدفعية البحرية وقتل في انفجار اثناء انضمامه الى دورية في سانغين، علماً ان وزير الدفاع ليام فوكس اعلن الاربعاء ان الاميركيين سيحلون خلال الاشهر الثلاثة المقبلة بدلاً من البريطانيين في المنطقة التي تعتبر احد معاقل طالبان وتشهد معارك دامية. ويؤكد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون رغبته في اعادة القوات البريطانية الى البلاد خلال خمس سنوات، من دون ان يحدد جدولاً زمنياً. في غضون ذلك، أعلن مسؤولون عسكريون أميركيون كبار ان قائد قوات الحلف الاطلسي (ناتو) في أفغانستان الجنرال الاميركي ديفيد بترايوس سيراجع توجيهات رسمية سبق ان أعطاها سلفه الجنرال ستانلي ماكريستال لتفادي قتل مدنيين افغان، ويصدر إرشادات تضمن توحيد تطبيق القواعد المطلوبة. ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية عن مسؤولين اميركيين في أفغانستانوواشنطن لم يكشفوا اسماءهم قولهم إن «ماكريستال أصدر في تموز (يوليو) الماضي توجيهات تحد من استخدام الغارات الجوية وقذائف الهاون ضد المنازل إلا في حال واجه العسكريون خطراً كبيراً. وتقضي التوجيهات بأن يتخذ الجنود إجراءات مكثفة بينها إجراء تحليل «لنمط الحياة» لمدة 48 ساعة اضافة إلى المراقبة الأرضية أو الجوية لضمان عدم وجود مدنيين في أي مجمع سكني، قبل إصدار أمر بتوجيه ضربة جوية. وأشار المسؤولون الى انه من شبه المؤكد ان بترايوس لن يبطل التوجيهات، لكنه سيصدر إرشادات منقحة خلال الأيام المقبلة، في محاولة لتنسيق الإجراءات وضمان توحيد كيفية تطبيق القواعد. وعلى رغم زعم أقارب لجنود قتلوا ان هذه التوجيهات حدت من قدرة العسكريين على الدفاع عن أنفسهم، قال المسؤولون إن «مراجعة الجهاز العسكري الاميركي لكل حالة وفاة تسجل بأية معركة خلال السنة الماضية لم تجد أي دليل على ان القواعد المفروضة حالت دون استخدام النيران لإنقاذ حياة أحد». وأضاف مسؤول: «لم نجد أي حالة قتل فيها جندي لأنه لم يسمح له بحماية نفسه. عندما يكون العسكريون في حالة خطر كبير لا توجد أي قيود على توجيه ضربات جوية أو قذائف، وقواعد الالتزام تمنح الحق الكامل بالدفاع عن النفس». وزاد ارتفاع عدد هجمات المتمردين في أفغانستان نسبة الإحباط من الإجراءات المفروضة على العسكريين في أوساط الجنود وبعض أعضاء الكونغرس، وسيكون تبديد هذه المخاوف أحد أكثر المهمات تعقيداً أمام بترايوس. على صعيد آخر، عين الجنرال جيمس ماتيس قائداً جديداً للقيادة الاميركية الوسطى التي تتولى الاشراف التام على العمليات العسكرية في كل من العراق وافغانستان. وفي حال صادق مجلس الشيوخ على تعيينه، فسيخلف الجنرال ماتيس الذي يشغل منصب قائد القوات الاميركية المشتركة الجنرال بترايوس. وقال وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس لدى اعلانه عن توصيته الرئيس باراك اوباما بتعيين ماتيس ان «المنصب الذي سيتولاه الجنرال ماتيس حساس في وقت دقيق». وأضاف ان «ماتيس يعتبر احد ابرز قادة القتال والمفكرين الاستراتيجيين»، مشيداً برؤيته في مجال الحرب الحديثة، لا سيما على صعيد كيفية اعادة تشكيل القوات المسلحة وتطويرها بالنسبة الى المستقبل». وكان ماتيس قاد العمليات في جنوبافغانستان خلال المراحل الاولى من الغزو الدولي للبلاد بعد اعتداءات 11 ايلول (سبتمبر) 2001. كما قاد قوات مشاة البحرية الاميركية (المارينز) خلال الهجوم الاساسي في العراق ولاحقاً خلال عمليات مكافحة التمرد. وفيما تولى بترايوس قيادة القوات الاجنبية في افغانستان بعد اقالة اوباما الجنرال ماكريستال بسبب تصريحات ادلى بها مع عدد من ضباطه لمجلة رولينغ ستون الاميركية وتضمنت انتقادات للادارة الاميركية ولا سيما الى نائب الرئيس جو بايدن، يملك ماتيس ايضاً تجربته في مجال التعبير عن آرائه، حيث اثارت بعض تصريحاته جدلاً كبيراً، احدها قوله في مقابلة اجريت معه عام 2005 إن «القتال فيه الكثير من المرح، وان اطلاق النار على رجال في افغانستان يحكمون على النساء بالسجن لخمس سنوات بسبب عدم ارتدائهن النقاب، ما يعني انهم فقدوا اي احساس بالانسانية، امر يعتبر من المرح». ولكن غيتس اكد ان ماتيس «تعلم الدرس خلال السنوات الخمس التالية، وهو سيستطيع التكلم علانية بطريقة مناسبة تماماً عن امور يتولى مسؤوليتها». وأصدر غيتس الاسبوع الماضي مذكرة حدد فيها قواعد جديدة لتعامل العسكريين مع الاعلام، من اجل ادارة افضل للاتصالات بينهم وبين والاعلاميين. وفي برلين، أعلن وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله ان بلاده تأمل بتسليم مسؤولية الأمن إلى القوات الأفغانية في احدى ولايات الشمال على الاقل العام المقبل، علماً انها تنشر 4600 جندي في البلاد. وقال قبل مؤتمر دولي مقرر في كابول في 20 الشهر الجاري: «حان الوقت لتولي افغانستان وجيرانها مسؤولية أكبر في حفظ النظام». الحكومة الأفغانية وحدها تستطيع صنع السلام مع من تقاتلهم. ومهمة المجتمع الدولي إشراك جيران أفغانستان في العملية». ويرى برلمانيون ينتمون الى ائتلاف يمين الوسط الحاكم الذي تتزعمه المستشارة انغلا مركل ان حكومتها يجب ان تتخذ خطوات ملموسة نحو سحب القوات الالمانية قبل الانتخابات العامة المقررة في 2013. وأثارت الحكومة إمكان بدء انسحاب جزئي من افغانستان هذا العام على أقرب تقدير، لكن فيسترفيله قال إن «2011 هو الهدف».