قاد المدافع كارلوس بويول الملقب بقلب الأسد منتخب بلاده إسبانيا إلى بلوغ نهائي كأس العالم للمرة الأولى في تاريخ المسابقة عندما سجل هدف الفوز أمام ألمانيا في نصف النهائي (73)، وبذلك سيكون هناك بطل جديد عندما تلتقي إسبانياوهولندا في المباراة الختامية الأحد المقبل. إلى ذلك، تبدو كأس العالم 2010 الحالية في جنوب أفريقيا مختلفة من النواحي كافة، فبعيداً عن المستويات الفنية ومفاجآت البطولة ومغادرة الدول الكبرى رياضياً، كان حضور «المونديال» أيضاً مختلفاً، إذ ظهر على غالبيتهم الدافع «السياحي» لحضور البطولة، في حين كانت المباريات جزءاً من الرحلة «السياحية». وبدا جلياً أن المخرجين التلفزيونيين للمباريات كانوا أكثر المتضررين من الطابع «السياحي» للحضور، ففي مباراة انكلترا وألمانيا التي خسرتها الأولى بنتيجة كبيرة، كانت الكاميرات تتنقل بين الجماهير لإبراز ملامح الحزن على محياهم، لكن المشجعين كانوا يتفاعلون مع ظهور صورهم على شاشة الملعب بالتراقص طرباً، على رغم بلوغ الأهداف التي ولجت مرمى منتخب بلادهم للأربعة أهداف. وأدى خروج المنتخبات الكبرى كالبرازيل والأرجنتين وانكلترا والتي تحظى بدعم جماهيري كبير إلى خلو الساحات الجماهيرية في المدن الجنوب أفريقية الرئيسية من المشجعين، إذ لا تحظى هولنداوإسبانياوألمانيا والاوروغواي بالقدر ذاته من التعاطف والهوس التشجيعي. وتشير الأرقام بوضوح إلى زيادة في عدد زوار جنوب أفريقيا خلال المرحلة الأولى من المونديال من مطلع حزيران (يونيو) الماضي إلى ال 21 من الشهر ذاته، وهي الفترة التي كشفت وزارة الداخلية في جنوب افريقيا أن عدد الزوار الأجانب خلالها بلغ (682317)، إلا أن نظرة إلى عدد الزوار خلال الفترة ذاتها من العام الماضي يبين أن الزيادة لم تتجاوز ال 21 في المئة، إذ زار البلاد حينها (541065) زائراً، وتصدرت دول أميركا الجنوبية وأوروبا قائمة الزوار الأجانب، إذ جاء غالبية الزوار بحسب الإحصاءات من أميركا وانكلترا وفرنسا وألمانياوهولندا وأستراليا والمكسيك والبرازيل والأرجنتين. وكانت وزيرة الداخلية الجنوب افريقية نكوسازانا دالاميني أشارت أخيراً في تصريحات صحافية إلى أن أكبر موجة من الزوار جاءت قبل بدء المونديال بأسبوعين، مبينةً بأن عدداً كبيراً منهم جاؤوا من دول مجاورة على غرار ليسوتو وزيمبابوي وموزمبيق وبتسوانا وسوازيلاند، ويشير الانكليزي داميان هاتون أحد الذين حضروا إلى المونديال لأداء بعض المهام العملية مع الشركة التي يعمل بها، والتي تقدم بعض الخدمات التجارية خلال المونديال، إلى أن الزوار غالباً ما يدمجون بين حبهم لكرة القدم وقضاء إجازة ممتعة في الوقت ذاته، مبيناً أن جنوب أفريقيا تحظى بالميزتين، إذ تتمتع بالطبيعة الخلابة وتستضيف «المونديال» في الوقت ذاته وهو ما يجعلها وجهة عائلية وسياحية ورياضية في وقت واحد.