نصح طبيبان سعوديان بإلزام المعتمرين من داخل السعودية بأخذ التطعيمات ضد الأمراض المعدية، تجنباً للإصابة بالفايروسات التي قد يحملها معتمرو الخارج وانتشارها داخل المملكة، مؤكدين أن الإجراءات الوقائية تحد من نسب الإصابة. وقال استشاري الأمراض الصدرية بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث الدكتور محمد زيتوني ل«الحياة»: «ثمة حاجة متزايدة في السعودية لخلق الوعي حول الأمراض المعدية التي قد يتعرض لها المسافرون لأداء العمرة. الناس بحاجة إلى أخذ إجراءات استباقية وقائية مثل التطعيم للحد من خطر الإصابة بهذه الأمراض الخطرة». وأضاف: «نظراً لخطورة هذه الأمراض، وما ينتج عنها من مخاطر صحية، واحتمال انتشار هذه الفايروسات، فإنه من الضروري أن يأخذ كل المعتمرون التطعيمات ضد الأمراض الوبائية». وبيّن زيتوني أن الأشخاص الذي يجب عليهم أخذ التطعيمات ضد مرض المكورات السحائية هم جميع من يأتون لأداء مناسك العمرة وفريضة الحج، خصوصاً عند إجراء العمرة في أوقات الذروة مثل رمضان، والمسافرون إلى حزام التهاب السحايا الأفريقي، والمسافرون إلى البلدان التي ينتشر فيها الوباء أو يُخشى من تعرضهم للإصابة بهذا المرض، والعاملون في المجالات الأمنية العسكرية والحرس الوطني، والعاملون في مجال الرعاية الصحية في البلدان التي تعاني من ارتفاع عبء المرض وخصوصاً أولئك الذين يعملون في وحدات العناية المركزة والمختبرات وقسم الأطفال. كما تشمل القائمة العاملين في مجال الرعاية الصحية ورجال الشرطة وغيرهم من العاملين في مجال خدمة الحجاج في مكةالمكرمة والمدينة المنورة، وكذلك العاملين في المطارات والموانئ التي تستقبل الحجاج، والمشاركون في برامج التبادل (تلاميذ، طلاب الجامعات، المربيات، العمالة الوافدة) قبل الإقامة على المدى الطويل في البلدان التي يوصى فيها بأخذ احتياطات التطعيم ضد مرض المكورات السحائية. بدوره، شدد استشاري الأمراض الباطنية والمعدية بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية للحرس الوطني الدكتور عادل العثمان ل«الحياة» على أهمية التوعية بفوائد التطعيم، والزيادة العامة في الوعي حول عبء مرض المكورات السحائية ومرض المكورات الرئوية. وأشار إلى أن وزارة الصحة وبهدف الحد من المخاطر الصحية ومنع اكتساب وتصدير الأمراض المعدية خلال السفر، فإنها تقوم بإصدار ضوابط خاصة تخضع للتحديث بصورة سنوية، وتفرض هذه الضوابط التطعيم الإجباري ضد التهاب المكورات السحائية، والحمى الصفراء، وشلل الأطفال للحجاج القادمين من المناطق الموبوءة. وذكر أن التهاب السحايا الناجم عن المكورات السحائية قد يؤدي إلى تلف في الدماغ ووفاة 50 في المئة من الحالات في حال لم تتم معالجتها، لافتاً إلى أنه وفقاً لنشرة حقائق التطعيم الصادرة عن منظمة الصحة العالمية، فإن التطعيم يعد أحد أنجح الوسائل الصحية الوقائية، إذ يسهم في وقاية ما بين 2 إلى 3 ملايين إنسان من مختلف الأعمار من الوفاة سنوياً.