توافد حشد من المسؤولين والشخصيات من لبنان والخارج خلال اليومين الماضيين للتعزية بالمرجع الديني السيد محمد حسين فضل الله. وورد المزيد من برقيات تعزية به من شخصيات وبينهم مرشد الجمهورية الإسلامية في ايران علي خامنئي والرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد وملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة ورئيس حكومتها الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة ونائب الرئيس السوري فاروق الشرع ومسؤولون فلسطينيون وعراقيون. وتلقى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان برقيات تعزية من شخصيات وهيئات ومراكز دينية وثقافية في لبنان وبلاد الاغتراب. ومن أبرز المعزين العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني. وأكد خامنئي في بيان التعزية «إن هذا العالم الكبير والمجاهد قدم الكثير في الساحات الدينية والسياسية وكان له الأثر الكبير على الساحة اللبنانية». وشدد «على أن المقاومة الإسلامية في لبنان كانت على الدوام تحت رعاية هذا العالم المجاهد ودعمه ومساعدته». وأضاف: «كان الرفيق المخلص والمقرب من الجمهورية الإسلامية ونظامها وكان وفياً لنهج الثورة الإسلامية واثبت ذلك قولاً وعملاً على مدار 30 سنة». وفي العراق أعلنت محافظة واسط الحداد العام ثلاثة أيام. وقال مسؤول الدائرة الإعلامية في مجلس واسط طه الرديني أن «مجلس المحافظة أعلن الحداد الرسمي حزناً على وفاة السيد فضل الله وأن كبار أعضاء السلطتين التشريعية والتنفيذية سيتقبلون التعازي». وكانت إدارات محافظات النجف وكربلاء وذي قار أعلنت في وقت سابق الحداد، كما دعا السيد مقتدى الصدر مناصريه في العراق وخارجه إلى الحداد ثلاثة أيام. وأصدرت «كتائب حزب الله» في العراق بياناً نعت فيه السيد فضل الله واصفة إياه بأنه كان «سنداً قوياً ومفكراً مبدعاً ومدافعاً صلباً عن المقاومة الإسلامية في لبنان وفلسطين والعراق». ومن جانبها أصدرت «المقاومة الإسلامية - عصائب أهل الحق» بياناً دعت فيه القادة وعلماء الأمة الإسلامية الى «الاقتداء بالمسيرة الجهادية الداعمة للمقاومة الإسلامية التي زخرت بها حياة الفقيد الراحل». وعزى المجلس الأعلى للروم الكاثوليك في بيان «الطائفة الشيعية الكريمة واللبنانيين بوفاة رجل العلم والاجتهاد والفضيلة والاعتدال المؤمن بالحوار الهادئ الرصين والعيش المشترك بين المسيحيين والمسلمين». واعتبرت كتلة نواب «المستقبل» بعد اجتماعها أمس برئاسة الرئيس السابق للحكومة فؤاد السنيورة «أن غياب العلامة والمرجع الكبير السيد محمد حسين فضل الله شكل خسارة فادحة حلت باللبنانيين والعرب والمسلمين، فقد ترك غيابه فراغاً كبيراً في نطاق الفكر النير والموقف الشجاع والرؤية المتقدمة والإفتاء الإسلامي المتمكن والحوارالإنساني والتواصل الثقافي بين المسلمين وغير المسلمين». وتوجهت الى اللبنانيين وعائلة الراحل بالتعزية. وتقدم رئيس الهيئة التنفيذية ل «القوات اللبنانية» سمير جعجع من بكركي ب «التعازي بوفاته، من الطائفة الشيعية في لبنان وجميع اللبنانيين»، متمنياً أن «يبقى عنواناً للحوار والاعتدال لنا جميعاً». وكتبت السفيرة البريطانية لدى لبنان فرانسيس ماري غاي في مدونتها الإلكترونية «إن غياب فضل الله «سيتجاوز (اثره) شواطئ لبنان». وتحدثت عن انطباعاتها بعد التعرف إليه، وقالت: «عند زيارته يمكنك أن تكون متأكداً من حصول نقاش حقيقي مع جدال محترم وتعلم إنك ستتركه مع شعور بأنك أصبحت شخصاً أفضل». واعتبرت أن «العالم يحتاج الى مزيد من الرجال مثله المستعدين للتواصل عبر الأديان والاعتراف بواقعية العالم المعاصر ولديهم الجرأة لمواجهة القيود القديمة». وأكدت أن «إحدى المزايا التي يتمتع بها الديبلوماسي هي الأشخاص الذين يلتقيهم، الكبار والصغار، الشغوفين والغاضبين». وأشارت الى أن «الناس في لبنان يحبّون أن يسألوها عن السياسي الأكثر إثارة للإعجاب بالنسبة إليها»، وأوضحت أنها «تتجنب عادة الرد من خلال الإشارة إلى الذين تستمتع بلقائهم والذين يبهرونها أكثر، وأن جوابها المفضل كان حتى الأمس الإشارة الى السيد محمد حسين فضل الله، أعلى مرجع شيعي في لبنان». وقال رئيس الرابطة المارونية جوزف طربيه: «فجعنا برحيل صوت الاعتدال والدعوة الى الكلمة السواء، مؤمناً بحوار الاديان والحضارات ومجسداً الصورة الحقيقية للإسلام بما يحمل من سماحة وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر. وكان صوت نور في ليل الظلمات، مزاوجاً بين الحداثة والشرع، والمعاصرة والتقليد».