أكد مسؤولون في المؤسسة العالمية لاستشارات الأعمال «أليكس بارتنرز» أمس أن الشركات المتخصصة في قطاع الطيران والدفاع حول العالم تراهن على تحسن أوضاعها خلال الفترة الراهنة من النمو الاقتصادي، على رغم بطئه، بعدما عانت مصاعب خلال الأزمة العالمية في السنتين الماضيتين. وتوقع المسؤولون خلال إطلاقهم من دبي تقريراً للمؤسسة حول القطاع ظهور شركات طيران كبرى جديدة حول العالم، منوهين ب «قدرة التحمل المذهلة» التي أبداها القطاع في فترة الركود التي أثرت سلباً في موردي الطائرات التجارية والعسكرية على حد سواء. وأكدوا أن الإنفاق الدفاعي في العالم مرشح للانخفاض أو الاستمرار عند مستوياته نتيجة العجز في موازنات الحكومات الأميركية والأوروبية، غير أن منطقة الشرق الأوسط مرشحة للاستئثار بحصة أكبر من القطاع في ضوء توقعات ارتفاع إنفاقها على الدفاع إلى مئة بليون دولار سنوياً بحلول عام 2014. وأشار التقرير إلى أن تباطؤ الأسواق المتقدمة لم يمنع قطاع الطيران في الشرق الأوسط من «مخالفة الاتجاه السائد بتوظيف مزيد من الاستثمارات وإبداء مزيد من بشائر النمو»، يدفعه العدد المتزايد من المطارات ومراكز العمليات فيه، والزيادة المستمرة في عدد السكان، بالتزامن مع زيادة الثروات والقدرة على السفر. وشدد على أن المنطقة أصبحت اليوم قوة كبرى في مجال الطيران، خصوصاً في ظل الطلبيات الهائلة المقدمة لشراء طائرات كبيرة من قبل شركات كثيرة، أبرزها «طيران الإمارات»، وظهور شركات جديدة مثل «طيران رأس الخيمة»، وإطلاق مراكز عملاقة للخدمات اللوجستية مثل «دبي وورلد سنترال». ورجح التقرير أن تواصل شركات الطيران، على غرار «القطرية» و «الإمارات»، تحدي الشركات التقليدية والاستئثار بحصة أكبر من السوق في قطاع السفر والنقل الجوي على الخطوط الطويلة. وأشار إلى أن قطاع الطيران في الشرق الأوسط يمثل سوقاً مغرية للمصنعين، خصوصاً الموردين من الصف الأول. وقال المدير العام المسؤول عن أعمال «أليكس بارتنرز» في منطقة الشرق الأوسط إريك بينيديكت: «في ظل الطلب العالمي الضعيف الآن، تقف شركات الطيران في الشرق الأوسط على أعتاب فرصة غير مسبوقة للاستفادة من موقعها وشبكاتها وطاقتها الاستيعابية وبنيتها التحتية، لتحقيق النمو على خطوط السفر والشحن الجوي الطويلة في أرجاء المنطقة واكتساب قدرة لا تُضاهى على المنافسة». وسلطت المؤسسة الضوء على التحديات العالمية الرئيسة في قطاع الطيران، لافتة إلى الدور المتنامي الذي سيلعبه مستقبلاً كل من الشرق الأوسط وآسيا، في وقت انخفض فيه تسليم الطائرات في العالم تسعة في المئة خلال الربع الأول من عام 2010، وتراجعت الطلبيات 70 في المئة عام 2009، قبل أن تنتعش «جزئياً» مطلع السنة الحالية، إضافة إلى انحسار حركة المسافرين 7.5 بين نسيان (أبريل) 2009 ونيسان الماضي، كما انخفضت حركة الشحن الجوي 22 في المئة خلال الفترة ذاتها. وأكد المسؤولون في «أليكس بارتنرز» أن الطلب على طائرات رجال الأعمال في العالم ما زال ضعيفاً، خصوصاً أن «الانتعاش الاقتصادي يصطدم بمزيد من الانكماش في دخل المستهلك المخصص للإنفاق». وقال إريك برنارديني، وهو عضو منتدب في «أليكس بارتنرز»: «انتهت دورة النمو القوي لقطاع الطيران والدفاع عام 2009، بعد أن استمرت خمس سنوات، وبات القطاع يواجه مرحلة من التقلبات المستقبلية». وعلى صعيد التنافسية، لفت التقرير إلى جوانب لا يزال القطاع متأخراً فيها عن كثير من قطاعات التصنيع الأخرى، بما في ذلك الإدارة المتعقلة للبرامج، وتعزيز سلسلة القيمة إلى حدودها القصوى، وإدارة مشاركة الأخطار مع الموردين. وتوقع معدو التقرير مزيداً من فرص الدمج والاستحواذ في قطاع الطيران، خصوصاً في مجال تصنيع هياكل الطائرات، والأنظمة الكهربائية، والصيانة والإصلاح لغير المحركات.