قال الرئيس السوري بشار الاسد امس ان فرص تحقيق السلام في منطقة الشرق الاوسط في الفترة الاخيرة بدت «متراجعة لمصلحة المزيد من فرص الحرب»، مشيراً الى ان محادثاته مع رئيس الوزراء الاسباني خوسيه لويس ثاباتيرو في مدريد تناولت كيفية التحرك في هذه الظروف «سواء بإطلاق عملية السلام او على الأقل تخفيف احتمالات الحرب» في المنطقة. واجرى الأسد أمس محادثات مع ثاباتيرو بعد لقائه وعقيلته السيدة اسماء الملك خوان كارلوس والملكة صوفيا مساء اول امس لدى وصولهما الى مدريد بعد جولة شملت فنزويلا وكوبا والبرازيل والارجنتين، هي الاولى لرئيس سوري. وقال الاسد في مؤتمر صحافي مع ثاباتيرو ان الشرق الاوسط «منطقة مضطربة، وسورية تقع في قلب هذه المنطقة من الناحية الجغرافية والناحية السياسية. ونحن نقع على احتكاك مباشر مع معظم المشاكل الشائكة والمعقدة» فيها. واضاف: «في الاشهر التي مرت وحتى هذه اللحظة، تبدو فرص السلام متراجعة لمصلحة المزيد من فرص الحرب»، مشيراً الى ان محادثاته في مدريد تكتسب اهمية في مثل هذه الظروف خصوصاً في ضوء «صدقية» موقف اسبانيا في المنطقة. وزاد :»كان محور الحديث الذي اخذ معظم الوقت، هو كيف نتحرك في هذه الظروف سواء باطلاق عملية السلام او على الاقل تخفيف احتمالات الحرب. وهما محوران متوازيان». وتابع الرئيس السوري: «لا يمكن ان يكون هناك سلام اذا كان هناك احتلال، ولا يمكن ان يكون هناك سلام من دون عودة الحقوق»، مؤكداً انه «لا بد من اعادة الارض السورية المحتلة، مرتفعات الجولان، كاملة من دون اي نقصان». وزاد: «لا يمكن ان يكون هناك سلام حقيقي بدون ان يكون سلاماً شاملا. بالتالي، عندما نتحدث عن السلام على المسار لا بد ان نتحدث عن المسار الفلسطيني. كيف يمكن ان نطلق هذا المسار؟ كيف يمكن ان نطلق المفاوضات على المسار الفلسطيني في ظل انقسام فلسطيني؟ هناك اهتمام اسباني باتمام المصالحة (الفلسطينية) ولدينا الاهتمام نفسه» بانجاز الوحدة الوطنية الفلسطينية. من جهته، قال ثاباتيرو إن «احداثاً خطرة حدثت أخيراً في الشرق الأوسط سيما بعد مهاجمة إسرائيل اسطول الحرية، وان هذه الظروف يجب أن تتجه لرفع الحصار عن غزة، وهذا ما تقوم به اسبانيا في إطار الاتحاد الأوروبي ليصبح رفع الحصار واقعاً ملموساً»، مؤكداً ان ذلك «التزام» منه أمام الرئيس الأسد.