يحرص الكثير من الصائمين على كبح جماح غضبهم أثناء ساعات الصيام حفاظاً على روحانية هذا الشهر الفضيل ولعدم الانتقاص من أجره، فالصوم ليس حكراً على الأكل والشرب، ولكن للأسف هناك من لا يستطيع التحكم في مزاجه أثناء الصيام ويثور بشكل سريع سواءً في المنزل أم في الأماكن العامة، وحتى في المحال التجارية أثناء التسوق خصوصاً قبل الإفطار. وللأسف هؤلاء يربطون بين الصيام والغضب والوجه العابس فتثور ثائرته لأبسط الأشياء، وربما فسر أشياء أخرى بطريقة خاطئة لسرعة غضبه، فيشتم ويسب بأبشع الألفاظ، والجميل أن هناك من يقابله بعبارة جميلة تختزل فيها روحانية الشهر الكريم «اللهم إني صائم». كل هذا بكفة وما يحدث من انفعال أثناء الزحام في الشوارع والاختناق المروري في كفة أخرى، فلا يكاد يخلو يوم إلا ونشاهد مشاجرة سواءً بالأيدي أم بالألسن، الخاسر فيها الطرفان والرابح من لا يرد على من يسبه أو يحاول استفزازه في مثل هذه المواقف، ويتعمد الكثير من الصائمين عدم التقيد بأنظمة المرور سواءً بتجاوز الإشارة الحمراء أم بعكس اتجاه السير أم بالوقوف الخاطئ، والسرعة الجنونية في الطرق الرئيسة وحتى داخل الأحياء. الشهر شهر غفران ورحمة وعمل وعبادة وليس شهر غضب وشتائم ونوم وسهر كما يحدث الآن، أما أن تتوقف الأعمال في رمضان لأن الموظفين يتأخرون أو لأن المراجع يفضل عدم مقابلة «العابسين والعابسات» ممن يفترض بهم أن يؤدوا واجباتهم العملية في مختلف الشهور فهذه والله «الطامة». قلت لصديق: «لماذا يحدث ذلك في رمضان؟ نظر إلي مندهشاً وكأن سؤالي غريب ثم قال كمن استفزه السؤال: «اللهم إني صائم»، التزمت الصمت وفضلت الابتعاد بدلاً من أن أنال نصيبي من صيامه».