يبدو أن بطولة كأس العالم الحالية، التي شارفت على النهاية، هي بطولة الزعماء ورؤساء الدول، ولا سيما تلك التي لها تاريخ طويل في بطولات كأس العالم. وطالما غاب المشاهير من اللاعبين، وإن حضروا، فقد حضر الرؤساء والأمراء ورؤساء الحكومات، فأصبح المونديال الأفريقي أشبه بمؤتمر عالمي لم تدع له الأممالمتحدة...! في لقطة صادها المصور التلفزيوني، ظهرت مستشارة ألمانيا أنجيلا ميركل في حالة هستيرية في المقصورة وهي تتفاعل مع أهداف منتخب بلادها «الأربعة» في مرمى المنتخب الأرجنتيني، المستشارة الألمانية، حرصت منذ البداية على متابعة منتخب بلادها ومساندته، حتى إنها في قمة ال 20 التي استضافتها كندا أصرت على متابعة مباراة ألمانيا أمام انكلترا مع رئيس الوزراء البريطاني. لكن أي إذلال تعرضت له الأرجنتين ومدربها اللاعب «الأسطورة» مارادونا، فهذه هي نتيجة الترقية دون تدرج، فمنذ متى كان مارادونا مدرباً، ومتى كانت شباك «التانغو» تستقبل الستة والأربعة؟ أما منتخب البرازيل، أو «ملوك» كرة القدم، فقد أهانت هولندا كرامتهم، والصحيح أن مدرب المنتخب دونغا، ليس بأحسن حالة من مارادونا، ولم يكن هو الخيار المناسب لقيادة «السامبا» في جنوب أفريقيا. كنت أعتقد أن خروج إيطاليا وفرنسا وإنكلترا، هو الفصل الأخير في خروج الكبار، غير أن أصحاب القمصان البرتقالية، كان لهم رأي آخر، وإعلان مدو بعد موقعة البرازيل، يقول: «ألسنا من الكبار»...؟ وإذا كان مونديال جنوب أفريقيا، قد قلب المعادلة وساوى بين الجميع، وكأنه يطبق نظام الدولة، فلا كبير ولا صغير في كرة القدم، وأتى بمنتخب نسيه التاريخ، وهو منتخب الأوروغواي ليضعه ضمن الأربعة الكبار، فإن من الحكمة والمنطق ألاّ نقول إن هذا المنتخب القادم من أميركا الجنوبية، والمدافع عنها أمام ثلاثة منتخبات أوروبية، لن يصل إلى المباراة النهائية...! ربما تفعلها الأوروغواي، وتنهي أحلام الهولنديين، وإن كانت هولندا هي الأقرب، وإن فعلت ذلك فيحق لها أن تفخر بهذا الفريق، ويحق لنا نحن المتابعين وعشاق كأس العالم أن نطالب «الفيفا» بإعادة النظر في نظام أهم وأكبر بطولة على مستوى العالم. ومهما بلغ الدفاع عن ميسي وكاكا، فإنهما في رأيي يتحملان خروج منتخبيهما بهذه الطريقة المخجلة، فأين ميسي برشلونة وأين كاكا الميلان؟، ولكنها الشهرة والمال التي تتوافر في الأندية ولا تتوافر في المنتخبات...! ولا شك أننا أمام منتخبين أوروبيين يبحثان عن أول بطولة لكأس العالم أمام منتخب ذاق طعم كأس العالم أكثر من مرة، وهو المنتخب الألماني، ومنتخب يمنّي نفسه بإعادة مجد مضى عليه أكثر من 80 عاماً، فهل تكون الكأس الحالية لأحد الثلاثة الطامحين، أم تذهب للألمان الجادين؟ [email protected]