أعلنت ناطقة باسم خفر السواحل الأميركي ايلا كيلي، أن السفينة التايوانية «ايه ويل» وهي أكبر ناقلة في العالم لجمع النفط على سطح المياه، بدأت تجارب لسحب النفط الخام في خليج المكسيك. وأوضحت في تصريح إلى وكالة «فرانس برس»، أن السفينة التي «يعادل حجمها أربعة ملاعب لكرة القدم ويمكنها سحب حتى خمسين ألف برميل نفط في اليوم، ستجري تجارب لمدة 48 ساعة قبالة سواحل نيو اورليانز». ويُفترض أن تسحب السفينة المياه الممزوجة بالنفط، ثم تفصل بين المادتين وتعيد المياه نقية إلى البحر. وأملت المجموعة البريطانية «بريتش بتروليوم» في مضاعفة كميات النفط المسحوبة بفضل هذه السفينة التايوانية. وتشكل البقعة النفطية المنتشرة منذ نيسان (إبريل) في خليج المكسيك أسوأ كارثة بيئية تشهدها الولاياتالمتحدة. وعرقل الطقس الرديء أول من أمس عمليات التطهير، فيما استبعد خفر السواحل تحسناً قبل أيام. ومنذ غرق المنصة «ديبووتر هورايزن»، يتسرّب بين 30 و60 ألف برميل من النفط كل يوم من البئر الواقعة على عمق 1500 متر. وأعلن خفر السواحل، أن النفط «سبب تلوثاً على طول 724 كيلومتراً من السواحل الأميركية». إلى ذلك، بدأت اللجنة الرئاسية الأميركية المشكّلة للتحقيق في سبب التسرب النفطي في خليج المكسيك عملها. ومن مهماتها التوصية بقواعد جديدة لمنع حدوث كوارث في المستقبل، إذ أعلن الرئيسان المشاركان فيها «عقد الاجتماع العلني الأول لها في نيو أورليانز في 12 و13 من هذا الشهر». وأشار السناتور السابق بوب غراهام والرئيس السابق لوكالة الحماية البيئية وليام ريلي في بيان، إلى أن المجتمعين «سيطلعون على الوضع مباشرة من سكان ساحل الخليج، الذين تأثرت حياتهم وسبل عيشهم في شكل عميق». وأوضحا أن اللجنة المؤلفة من سبعة أعضاء وتستغرق مهمتها ستة أشهر، «ستسعى الى الحصول على مشورة في شأن قضايا تنظيمية وفنية وقانونية وعلمية، وأخرى تتعلق بإدارة الأخطار لضمان إجراء أي عمليات تنقيب بحرية في شكل آمن». وكانت إدارة الرئيس باراك اوباما، علقت عمليات التنقيب البحرية عن النفط لإعطاء اللجنة فرصة لمباشرة التحقيق، لكن محكمة اتحادية ألغت الحظر، واستأنفت الحكومة هذا الحكم. ...الكارثة دفعت الى مراجعة أنظمة إنتاج النفط الشارقة – «الحياة» - توقعت شركة «نفط الهلال»، أن يتنامى الدور المحوري لمنطقة الخليج العربي مع ظهور تداعيات التسرب النفطي في خليج المكسيك، وهي تُعتبر مركز إمدادات النفط العالمية، إذ بلغ معدل إنتاج المنطقة نحو 23.6 مليون برميل من النفط يومياً في عام 2009، أي 30 في المئة من الإنتاج العالمي. ولفت المدير التنفيذي ل «نفط الهلال» بدر جعفر، إلى أن الكارثة التي وقعت في خليج المكسيك «دفعت جميع الأطراف المعنيين في صناعة الطاقة من منتجين ومستهلكين، إلى إعادة التفكير في أنظمة كثيرة في هذه الصناعة». ولم يستبعد أن «تتواصل تداعيات هذا التسرب سنوات على الصناعة النفطية». وقال: «تتمثل إحدى النتائج، التي لا تقبل أي شك، في خضوع صناعة النفط والغاز إلى الرقابة والفحص الدقيق، وهو أمرٌ مبرر، للتأكد من توافق عناصر هذه الصناعة وانسجامها مع أعلى معايير البيئة والسلامة». وأكد أن منطقة الخليج «ستلعب دوراً حاسماً في ضمان تواصل الإمداد إلى أسواق النفط العالمية خلال هذه الفترة العصيبة». ولاحظت شركة «نفط الهلال»، أن عمليات الحفر واستكشاف النفط والغاز في أعماق البحار «باتت أكثر صعوبة وخطورة حالياً من السابق»، إذ يُرجح أن «يواجه القطاع خطر عزوف الشركات عن الاستثمار في هذه المنطقة». وتوقعت وكالة الطاقة الدولية، أن «يتراجع التقدم المحقق في منطقة خليج المكسيك نحو سنة أو سنتين». وقدّرت أن «يتراوح حجم انخفاض إنتاج النفط منه بين 100 ألف و300 ألف برميل يومياً، وهو أقل من المتوقع بحلول عام 2015». ولم تستبعد أن «يفضي تراجع عمليات الاستشكاف والإنتاج في البحار عالمياً إلى تقلّص الطلب العالمي بين 800 ألف و 900 ألف برميل من النفط يومياً بحلول عام 2015، أي واحد في المئة من الطلب العالمي المتوقع هذه السنة». واعتبر جعفر، أن القطاع الخاص الخليجي «سيلعب دوراً رئيساً في ضمان استقرار نظام النفط العالمي، إذ نستثمر بفاعلية في قطاع النفط والغاز داخل المنطقة وخارجها».