دعت بكينوواشنطن إلى التعاون بوصفهما «شريكين» لا «خصمين»، وسط توتر بسبب خلافات حول بحر الصين الجنوبي المتنازع عليه. وبدأت الولاياتالمتحدةوالصين في بكين أمس، «الحوار الاستراتيجي والاقتصادي الثامن» الذي يستمر يومين، فيما تخوض الصين نزاعاً مع فيتنام والفيليبين وبروناي وماليزيا حول السيادة على البحر الجنوبي. وشارك في الحوار عن الولاياتالمتحدة وزيرا الخارجية جون كيري والخزانة جيكوب لو، وعن الصين نائب رئيس الوزراء وانغ يانغ ومستشار الدولة يانغ جيشي المكلف السياسة الخارجية. وناقش الجانبان قضية البحر الجنوبي وكوريا الشمالية وتغيّر المناخ، إضافة إلى الأمن المعلوماتي والإرهاب ومستوى اليوان والتبادلات التجارية والتعاون الاقتصادي. واعتبر الرئيس الصيني شي جينبينغ الذي ألقى كلمة خلال الحوار أمس، أن «منطقة المحيط الهادئ الشاسعة يجب أن تكون ساحة تعاون، وليس فقط منطقة تنافس». وطالب بأن تعزّز «الولاياتالمتحدةوالصين ثقتهما المتبادلة، وتعاونهما في آسيا - المحيط الهادئ». وحض واشنطن على المساهمة في تسوية الخلافات في شكل «براغماتي وبنّاء»، مشدداً على «أهمية الامتناع عن اتخاذ الخلافات ذريعة لمواجهة» بين الجانبين. أما يانغ جيشي فأكد أن الصين «تقوم في شكل حازم بمساهمتها في السلام والاستقرار والتنمية» في المنطقة. وعلّق كيري داعياً الولاياتالمتحدةوالصين إلى «الحرص على أن نكون شركاء أكثر من خصوم». وأضاف أنه «سيوضح أننا نبحث عن تسوية سلمية للنزاعات». وتابع في إشارة إلى بحر الصين الجنوبي: «الموقف الوحيد الذي نتخذه هو ألا نسوّي (الخلاف) من خلال تصرّف أحادي. ولنحلّه من خلال سيادة القانون والديبلوماسية والمفاوضات، ونحض كل الدول على إيجاد تسوية ديبلوماسية تستند إلى المعايير الدولية وسيادة القانون». وتطرّق كيري إلى قضية كوريا الشمالية، داعياً الى «إبقاء الضغط» الدولي عليها، لكي توقف برامجها النووية والصاروخية. وناقشت واشنطنوبكين أيضاً مسائل أخرى، إذ أشار كيري إلى «خلافات في مجال حقوق الإنسان ومعاملة الأشخاص وتطبيق القانون». وعلى الصعيد الاقتصادي، طالب لو الصين بالحدّ من فائض القدرات الإنتاجية لمصانع الحديد الصلب لديها، معتبراً أنه «يضرّ» بالأسواق العالمية للفولاذ. كما حض بكين على إبداء شفافية أكبر في تشريعاتها والحد من العراقيل أمام التجارة الاستثمارات. إلى ذلك، أعلن وزير الدفاع التايواني الجديد فينغ شيه - كوان أن بلاده «لن تعترف» بأي منطقة للدفاع الجوي أعلنتها بكين فوق البحر الجنوبي، فيما حذر مكتب الأمن الوطني التايواني في تقرير إلى البرلمان من أن مثل هذه الخطوة قد «تؤدي إلى موجة جديدة من التوتر في المنطقة». في غضون ذلك، رفضت بكين عرضاً من رئيسة تايوان تساي إينغ للتعلم من تجربة بلادها في التحوّل الديموقراطي، إذ قال ناطق باسم الخارجية الصينية: «في السنوات الثلاثين الماضية، حظي النجاح الذي حققه الاقتصاد والمجتمع الصينيين باهتمام العالم بأسره، والنظام الديموقراطي يتحسّن باستمرار».