كييف، واشنطن – أ ف ب، رويترز – في وقت انضم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى حوالى 110 ألاف شخص تجمعوا في الساحة الحمراء وسط موسكو، للاحتفال ب«التهام» القرم، وتوقيعه معاهدة انضمام جمهورية شبه جزيرة الإقليم إلى روسيا، أعلنت كييف مقتل ضابط في الجيش الأوكراني بعد إطلاق النار عليه في عنقه «خلال هجوم على قاعدة في سمفيروبول»، عاصمة القرم، ما دفع رئيس الوزراء الأوكراني آرسيني ياتسينيوك إلى القول: «إن النزاع بين بلاده وروسيا يدخل مرحلة عسكرية، ذلك أن إطلاق جنود روس النار على عسكريين أوكرانيين جريمة حرب». (للمزيد) ورد الغرب على توقيع المعاهدة، بتعليق مشاركة روسيا في مجموعة الدول الثماني الكبرى، واتخاذ لندن قرار وقف تعاونها العسكري مع موسكو ووقف صادرات الأسلحة إليها، مع تأكيد وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أن العلاقات بين روسيا والغرب يمكن أن تتغير في السنوات المقبلة. وتعهد جو بايدن، نائب الرئيس الأميركي، من وارسو برد قوي للحلف الأطلسي (ناتو) على «انتزاع روسيا أراضي أوكرانيا»، فيما دعا الرئيس الأميركي باراك أوباما قادة مجموعة الدول السبع والاتحاد الأوروبي إلى الاجتماع على هامش قمة الأمن النووي في لاهاي الأسبوع المقبل، لمناقشة الوضع في أوكرانيا، والقرارات المقبلة التي يمكن أن تتخذها مجموعة السبع للرد على روسيا ودعم أوكرانيا. وفي خطاب ألقاه خلال مراسيم توقيع معاهدة انضمام القرم مع رئيس برلمان الإقليم فلاديمير قسطنطينوف ورئيس وزرائه سيرغي أكسيونوف وعمدة مدينة سيفاستوبول أليكسي تشالي، فتح بوتين النار على الأوروبيين والأميركيين قائلاً: «تجاوزتم الخطوط الحمر في أوكرانيا»، مضيفاً: «غياب الاتحاد السوفياتي أسفر عن نظام دولي آحادي يحاول الهيمنة على شعوب العالم». ودعا الروس إلى التضامن في وجه صعوبات تنتظر بلدهم، فيما طالب شعوب الولاياتالمتحدة وأوروبا بدعم «تحرك روسيا العادل لاسترداد القرم المرتبطة بنا منذ قرون، والتي كانت وستبقى إلى الأبد أرضاً روسية»، معتبراً أن «تسليم القرم لأوكرانيا عام 1954 خالف أحكام الدستور السوفياتي». وتعمد الرئيس الروسي تأكيد احترام موسكو وحدة أراضي أوكرانيا، في إشارة إلى عدم نية روسيا توسيع تدخلها في المناطق الشرقية من أوكرانيا. لكنه شدد على أن بلاده ستدافع عن مصالح الروس في أوكرانيا «ديبلوماسياً وسياسياً وقانونياً». وأشار إلى أن بلاده لم تملك إلا خيار التدخل لمساعدة مواطنيها في القرم وحمايتهم، بعدما وصل «متطرفون وأعداء للسامية إلى السلطة، وأطلقوا حملات تستهدف الروس. ولو لم نفعل ذلك لكنا خونة لأشقائنا». ولفت بوتين إلى أن موسكو وكييف أطلقتا عام 2000 محادثات لترسيم الحدود بينهما، لكن المفاوضات لم تستكمل. وأيّد مشروع إعطاء اللغات الثلاث الروسية والأوكرانية والتتارية صفة رسمية في القرم. وسارعت كييف إلى رفض الاعتراف بإعلان ضم القرم رسمياً، معلنة حقها في مصادرة ممتلكات روسية رداً على تأميم سلطات القرم ممتلكات وأصولاً أوكرانية، فيما فتحت التطورات شهية أقاليم انفصالية أخرى في الفضاء السوفياتي السابق، إذ وجّه إقليم بريدنوستروفيه الذي أعلن قبل سنوات انفصالاً من جانب واحد عن مولدافيا، رسالة إلى البرلمان الروسي (الدوما) طالب فيها بضمه إلى روسيا، كما أعلن إقليم غاغاوزي الساعي أيضاً إلى الانفصال عن مولدافيا، أنه سيجري استفتاءً شعبياً للانضمام إلى روسيا.