اغتال مجهولون ضابطاً في الاستخبارات اليمنية في جنوب البلاد الذي يشهد اضطرابات على خلفية دعوات الى الانفصال، في وقت عاد التوتر إلى محافظتي صعدة وعمران الشماليتين بعد اشتباكات متفرقة بين الجيش والمسلحين «الحوثيين» أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى من الطرفين، على رغم الإعلان منذ أيام عن اتفاق هدنة جديد بين الطرفين. وأعلنت وزارة الدفاع اليمنية امس على موقعها الالكتروني (26 سبتمبر. نت) ان «مسلحاً مجهولاً يستقل دراجة نارية اطلق النار الخميس على المقدم في الأمن السياسي بمحافظة أبين صالح أمذيب خلال وجوده في سوق مدينة زنجبار (كبرى مدن المحافظة) فأرداه على الفور ولاذ بالفرار». وأضاف البيان ان «أجهزة الامن أوقفت على اثر هذا الحادث الإجرامي عدداً من المشتبه بهم، كما ضبطت خلال عملية التحري وتعقب الجاني مسدساً تشير التحقيقات الاولية الى انه السلاح الذي ارتكبت به الجريمة». ويشهد جنوب اليمن وضعاً متوتراً وتصاعداً في الاحتجاجات يقف وراءه في شكل خاص «الحراك الجنوبي»، وهو تحالف يضم قوى عدة يدعو بعضها الى انفصال جنوب اليمن الذي كان دولة مستقلة حتى 1990. وسبق ان تعرض ضباط آخرون في الاستخبارات للاغتيال او لمحاولات اغتيال في جنوب البلاد، كما شن مسلحون هجوماً على مقر الاستخبارات الرئيسي في عدن اسفر عن مقتل 11 شخصاً بينهم سبعة من عناصر الأمن. وفي الشمال، علمت «الحياة» من مصادر متطابقة في صعدة وحرف سفيان بأن المسلحين التابعين لعبدالملك الحوثي شنوا هجمات متفرقة خلال الأسابيع الأخيرة ضد رجال القبائل الذين يتهمونهم بموالاة السلطة، كما باشروا بإعادة ترتيب صفوفهم وشراء أسلحة وذخائر وجددوا حفر الخنادق ونشر نقاط التفتيش على الطرق العامة، استعداداً على ما يبدو لمواجهات جديدة مع الجيش. وأكدت المصادر ذاتها ان «الحوثيين» أحكموا سيطرتهم على الطريق الرابط بين صعدة وحرف سفيان لعرقلة أية تعزيزات عسكرية، وأقاموا نقاط تفتيش في مختلف مناطق صعدة باستثناء مركزها مدينة صعدة. وكانت مصادر محلية اشارت الى وقوع مواجهات مسلحة الأربعاء بين القوات الحكومية والمتمردين، أسفرت عن مقتل أربعة حوثيين بينهم القياديان أبو حمزة ناصر خطاب وضيف الله سلمان، وثلاثة من قبيلة ابن عزيز التي هاجم الحوثيون منزل شيخها. وفي مديرية حرف سفيان بمحافظة عمران المجاورة يسود التوتر منذ أسابيع، على خلفية وقوع عمليات اغتيال وكمائن نفذها مسلحون قبليون، يعتقد أنهم من جماعة «الحوثي»، وأسفرت عن سقوط قتلى وجرحى بينهم مسؤولون محليون وقيادات أمنية. وأعلن الحوثيون في بيان وزعوه عبر الإنترنت رفضهم التحالف القبلي الذي أعلن أخيراً في محافظة صعدة لصد هجمات المتمردين ضد السكان المحليين، ووصف البيان منتسبي ذلك التحالف الموالي للدولة بأنهم «عملاء». واتهم الناطق باسم الحوثي محمد عبدالسلام في تصريحات أطرافاً في السلطة والجيش لم يسمها بالسعي إلى تفجير الوضع في المنطقة، مشيراً إلى تعرض الحوثيين على مدى شهر إلى تسعة كمائن سقط فيها 15 قتيلاً وجريحاً. وهدد بأنه «من الآن فصاعداً سنواجه بحسم أي خرق أو اعتداء علينا». وتأتي هذه التطورات في وقت كانت جهات حكومية كشفت عن اتفاق جديد أبرم مع المسلحين الحوثيين لتثبيت قرار وقف النار، قاده نائب رئيس الوزراء اليمني لشؤون الدفاع والأمن اللواء رشاد العليمي أثناء زيارة له إلى محافظة صعدة الأسبوع الماضي.