احتفلت الحكومة الصومالية الانتقالية بالذكرى الخمسين لاستقلال البلاد في ظل معارك ضارية في العاصمة شهدت للمرة الأولى نزول الرئيس شيخ شريف شيخ أحمد إلى الجبهة لقيادة المواجهات ضد مقاتلي «حركة الشباب المجاهدين». ونقلت هيئة الإذاعة البريطاني «بي بي سي» عن شهود إن الرئيس أحمد كان يرتدي زيّاً عسكرياً على متن دبابة تابعة لقوات الاتحاد الأفريقي، وغنه حذّر من أن الصومال يواجه خطر الزوال كأمة. وهذه المرة الأولى التي يخوض فيها شريف أحمد المعارك بنفسه منذ وصوله إلى سدة الرئاسة في كانون الثاني (يناير) 2009. وتواجه إدارته خطر الانقراض بعدما انحصر وجودها في بقع محدودة من مقديشو يحميها قرابة خمسة آلاف من جنود الاتحاد الافريقي (من أوغندا وبوروندي). وذكرت تقارير أن القوات الحكومية كانت تحاول صد هجوم لحركة «الشباب» في شمال العاصمة لاستعادة أرض خسرتها لمصلحة القوات الحكومية قبل أيام. وأظهرت صور لوكالات الأنباء دبابة محترقة لقوات الاتحاد الافريقي في مقديشو وبقربها مقاتلون من «حركة الشباب». ونقلت وكالة «فرانس برس» عن مصدر طبي في مقديشو أن 31 مدنياً قُتلوا منذ الخميس في العاصمة في معارك بالمدفعية الثقيلة بين المتمردين الإسلاميين المتطرفين من جهة والقوات الحكومية وجنود الاتحاد الافريقي من جهة أخرى. وقال رئيس جهاز سيارات الأسعاف في العاصمة علي موسي ل «فرانس برس» إن «المعارك هي الأسوأ خلال الشهور الأخيرة، مع مقتل عدد كبير من المدنيين. انتشلت فرقنا الطبية جثث 31 مدنياً قتلوا في المعارك فيما أصيب 93 آخرون». وأضاف أن «معظم الضحايا قضوا في منازلهم التي اصيبت بقذائف مدفعية». ودانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر القصف الذي طاول أحد مستشفيات مقديشو خلال المعارك. وأعلنت اللجنة في بيان صدر في جنيف: «لليوم الثالث على التوالي وقع قصف قرب مستشفى كيساني شمال مقديشو وأصابت قذيفتا هاون المستشفى (الأربعاء) والحقتا أضراراً بمنشآته».