خلال زيارته العاصمة الروسية، بحث الرئيس اليمنى علي عبدالله صالح مع رئيس الحكومة الروسية فلاديمير بوتين، في إمكان التعاون بين شركة النفط الروسية «غازبروم» والشركات السعودية، بشراء حصة الشركة الأميركية «هانت أويل» في مصنع تسييل الغاز الطبيعي في اليمن. وكانت الشركة اليمنية للغاز المسال بدأت في تصديره منذ أواخر العام الماضي من ميناء بلحاف. وبدأت صيف هذه السنة في تصدير إنتاج الخط الثاني لإنتاج الغاز الطبيعي المسال. وبلغت تكاليف المشروع نحو 4.5 بليون دولار. ويُتوقع أن تؤمن الشركة اليمنية للغاز المسال إمدادات الغاز إلى 36 بلداً منها كوريا والصين وأميركا والمكسيك والهند. وتمتلك الشركة اليمنية للغاز 23.1 في المئة من رأس مال مصنع الغاز الطبيعي المسال، وتمتلك شركة « توتال» الفرنسية الحزمة القابضة، وتبلغ 32.9 في المئة، وتقدر حصة الشركة الأميركية «هانت أويل» في المصنع 18 في المئة. ويضم المصنع محطة مركزية لتسييل الغاز، وخزانات للغاز المسال بطاقة تصل إلى 140 ألف متر مكعب لكل خزان، إضافة إلى شبكة أنابيب طولها 300 كيلومتر لنقل الغاز. وكانت الشركة الفرنسية للغاز «جي دي أف سوييز» توصلت إلى اتفاق مع الشركة اليمنية لنقل إنتاجها من الغاز المسال بموجب عقود استئجار على المدى الطويل، إلى كوريا الجنوبية التي أبرمت عقداً لشراء 2.55 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال من بداية 2010 ولمدة ثلاث سنوات. تجدر الإشارة إلى أن روسيا التي سبق أن حاولت تشييد مصنع لتسييل الغاز في الجزائر، تسعى إلى تطوير سبل التعاون في مجال الطاقة مع السعودية في منطقة الخليج، استناداً إلى قناعة الكرملين بأن هذا الإقليم من أهم مراكز إنتاج الطاقة وتسويقها على المستوى العالمي. ويعتبر الخبراء أن التعاون الروسي السعودي في حقل طخمان في منطقة تبعد 550 كيلومتراً جنوبالظهران، شرق الربع الخالي، الذي تقوم شركة «لوك أويل العربية السعودية للطاقة المحدودة» بالتعاون مع شركة «أرامكو – السعودية» بالتنقيب واستخراج الغاز الطبيعي فيه، من أهم الأسباب التي دفعت الجانبين إلى البحث عن طرق لنقل منتجات هذا الحقل إلى الأسواق العالمية، وسبل تطوير التعاون. وفى السياق ذاته تسعى شركة «ستروي ترانس غاز» إلى توقيع عقد مع الحكومة اليمنية، خاص بإنشاء أنبوب للغاز بطول 204 كيلومترات في اليمن. خطوات عملية ويرى خبراء روس كثيرون أن خطوات عملية بدأت تتخذ في إطار تطوير التعاون الروسي - السعودي، في اتجاه استثمار ثروات المنطقة، ما دفع بعضهم للتساؤل حول تأثير منافسة الشركات الغربية للدور الروسي الذي يمكن أن يتوسع خلال الفترة المقبلة.