يبحث والد باكستاني لخمسة وثلاثين طفلاً عن زوجة رابعة على موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك»، لكي يحقق حلمه بأن يبلغ عدد أولاده المئة، ولكنه حلم ليس سهل التحقيق، في هذا البلد الذي لا ينتشر فيه كثيراً تعدد الزوجات. ويدعى هذا الموظف في القطاع الطبي البالغ من العمر 46 سنة سردار جان محمد خلجي، وهو يعيش مع عائلته الكبيرة في بلوشستان، المنطقة الأكثر فقراً في باكستان. ويقتنع خلجي بأنه يتعين عليه إنجاب أكبر عدد ممكن من الأولاد، وهو أنجب حتى الآن 35 ولداً، منهم حديثو الولادة، ومنهم من بلغ الخامسة عشرة. ويقول الرجل الأربعيني إنه يعيش معهم ومع زوجاته الثلاث «بانسجام تام»، كما يقول. وعلى رغم أن القانون الباكستاني يسمح بتعدد الزوجات، إلا أنه يقيد ذلك بموافقة الزوجة الأولى وإقرار مجلس تحكيم، لكن قلة قليلة من الرجال يتزوجون أكثر من مرة. وفيما يتمسك بعضهم بالآيات القرآنية التي تشير إلى إمكان تعدد الزوجات، يرد بعضهم الآخر بالآيات التي تشترط «العدل» التام بين النساء وتشير إلى أنه يصعب التحقيق. وتناصر الرأي الثاني رافية زكريا الناشطة في مجال حقوق الإنسان، والتي ترى أنه «يستحيل تحقيق العدل التام، ولذا لا يمكن أن يكون تعدد الزوجات أمراً مستحباً». وتقول زكريا إن «هناك أحداً ما سيعاني، وفي غالبية الأوقات النساء والأطفال هم الذين يعانون». إلا أن سردار جان محمد خلجي لا يبدو انه يلقي بالاً لكل ذلك، فهو يعيش مع عائلته الكبيرة في منزل متواضع مبني من الطين قوامه خمس غرف، يخلو من الصرف الصحي ومن المياه الجارية، في أطراف كويتا عاصمة ولاية بلوشستان. ويقول اثنان من أولاده إنهما يؤيدان رغبة الوالد في الزواج الرابع، ومنهما ابنته البكر نسرين ذات الأعوام الخمسة عشر. وتقول الفتاة إن «العائلة الكبيرة منة من الله»، ويؤيدها شقيقها محمد عيسى البالغ 13 سنة، والذي يحلم هو الآخر بأن يسير على خطى والده وأن يؤسس عائلة من 100 ولد. ويؤكد الوالد الذي يدير مستوصفاً إنه لم يواجه قط أي مشكلة مالية مع عائلته التي تبلغ نفقاتهاً حالياً 120 ألف روبي (ألف يورو) شهرياً، أي ما يعادل عشرة أضعاف الحد الأدنى للأجور في باكستان. وهو يعمل أيضاً مديراً لمدرسة لتعليم القرآن، يدرس فيها 400 تلميذ. وبين عمله هنا وعمله هناك، يؤكد أنه قادر على تحمل كل المصاريف، بما في ذلك إرسال 20 من أولاده إلى مدارس خاصة. لكنه يتخوف من أن تزداد المصاريف مع تقدم أولاده في العمر، لذا يطالب السلطات بأن تقدم له يد العون. ولما كانت زيجاته الثلاث الأولى جرت ضمن الترتيبات العائلية التقليدية، يرغب الآن في أن يتعرف على زوجته الرابعة على شبكة «فايسبوك». ومنذ بدأت الصحافة المحلية تتناول قصته، تلقى «الكثير من عروض الزواج» عبر رسائل الشبكة الاجتماعية كما يقول. وهو ينظر بينها ليقرر زوجته الرابعة التي ستساهم بتحقيق حلمه بإنجاب 100 ولد.