بدأ المؤتمر الثاني والثمانين لضباط اتصال المكاتب الإقليمية لمقاطعة إسرائيل التابع للجامعة العربية في دمشق أمس، بمشاركة وفود 14 دولة عربية وغياب ثماني دول، هي مصر والأردن والبحرين وموريتانيا وجزر القمر وعمان والصومال وجيبوتي. وتحدث في الافتتاح المفوض العام لمكتب المقاطعة محمد الطيب بوصلاعة، عارضاً نتائج العدوان الإسرائيلي على غزة. وأكد أن «السلام العادل والشامل لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال قيام الدولة الفلسطينية المستقلة، وعاصمتها القدس، والانسحاب الإسرائيلي من الأراضي الفلسطينية والأراضي المحتلة كافة، والتوصل إلى حل عادل لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين». وجدد «دعمنا الثابت ومساندتنا الكاملة لحق سورية في استعادة كامل الجولان المحتل إلى خط الرابع من حزيران (يونيو) العام 1967 وفقاً لقرارات الشرعية الدولية، ورفضنا العقوبات الأميركية المفروضة عليها، وندين الاستمرار في بناء وتوسيع المستوطنات في الجولان المحتل والاستيلاء على موارده المائية والطبيعية». ودعا بوصلاعة إلى «التمسك بسلاح المقاطعة وتفعيل دورها باعتبارها إحدى الوسائل السلمية المشروعة للدفاع عن النفس»، مشيداً بلجان المقاطعة الشعبية في فلسطين باعتبارها «أحد الروافد المهمة للمقاطعة الرسمية». واعتبر الأمين العام المساعد للجامعة العربية محمد صبيح أن «الحرب العنصرية التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة تعكس حالاً غير إنسانية وغير اخلاقية»، لافتاً إلى أن «شريعة الغاب التي يكرسها العالم الحر والمتمدن صديق إسرائيل باعتبار أنه يحق لها ما لا يحق لغيرها لأنها دولة فوق القانون، لم تعد مقبولة ولا يستطيع العالم تسويقها». وشدد على أن «كل هذه الممارسات العنصرية الإسرائيلية تجعل من دور المقاطعة العربية لإسرائيل أكثر أهمية، وهو دور يجب أن لا يستمر فحسب، بل تجب علينا تقويته وتوسيعه باعتباره أفضل الوسائل الضاغطة على إسرائيل وعلى من يتغاضى عن أعمالها العنصرية بحق الشعب الفلسطيني». واعتبر مدير المكتب الإقليمي السوري غياث عباس المقاطعة «وسيلة حضارية يمكن للعرب جميعاً حكومات وأفراداً أن يستخدموها داخل الوطن العربي وخارجه»، فيما دعا ممثل مكتب المقاطعة في فلسطين مثقال أبو معيلق الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى ووزراء الخارجية العرب إلى حضور المؤتمر المقبل للمقاطعة «لإثبات أن الأمة مجتمعة على مقاطعة الكيان الصهيوني، ولنرسل للعالم اجمع رسالة تقول إن الأمة بأنظمتها ترفض هذا الكيان». وسيبحث المؤتمر الذي يستمر ثلاثة أيام في مسائل فنية متعددة، منها ما يتعلق بتسرب منتجات اسرائيلية إلى الدول العربية تحت مسميات مختلفة، ولائحة الشركات الأجنبية التي يسهم فيها رأس مال إسرائيلي أو تلك التي تدعم إسرائيل.