حضّ الرئيس الأرميني سيرج سركيسيان النواب الألمان الذين سيصوّتون اليوم على مشروع قرار يعترف ب «إبادة» الأرمن خلال حقبة السلطنة العثمانية، على ألا يرضخوا ل «ترهيب» أنقرة التي وصفت القرار بأنه «سخيف»، مستدركة انه سيؤذي العلاقات مع برلين. ويصوّت النواب الألمان ال 630 اليوم لتبنّي مشروع قرار رمزي بعنوان «إحياء ذكرى إبادة الأرمن وأقليات مسيحية أخرى بعد 101 سنة»، طرحه حزب الخضر المعارض، إضافة الى كتل الأكثرية البرلمانية وتضمّ الاتحاد المسيحي الديموقراطي والاتحاد الاجتماعي الديموقراطي والحزب الاشتراكي الديموقراطي. ويتضمّن المشروع تعبير «إبادة» في العنوان والمتن. وأوردت صحيفة «بيلد» أن المستشارة الألمانية أنغيلا مركل لن تحضر الجلسة بسبب انشغالها، لكنها صوّتت لمصلحة النصّ خلال تصويت تمهيدي أُجري الثلثاء لدى الكتلة النيابية المحافظة. ويأتي ذلك بعد خطوات مشابهة في برلمانات دول أخرى، بينها فرنسا وكندا. وتتحدث يريفان عن قتل السلطنة 1.5 مليون أرمني خلال الحرب العالمية الأولى. لكن أنقرة تتحدث عن مقتل 300 - 500 ألف أرمني، وعدد مشابه من الأتراك، حين كانت القوات العثمانية وروسيا تتنازعان السيطرة على الأناضول، وذلك خلال حرب أهلية ترافقت مع مجاعة. وتنفي حدوث حملة منظمة للقضاء على الأرمن، أو وجود أوامر في هذا الصدد. وعلّق سركيسيان على اتصال هاتفي أجراه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بمركل، مبدياً «قلقه» من مشروع القرار، قائلاً: «لن يكون من العدل الامتناع عن تسمية إبادة الإرمن أنها إبادة، لمجرّد تجنّب إغضاب رئيس دولة أخرى». وأضاف في حديث إلى صحيفة «بيلد» الألمانية: «المسؤولون السياسيون في مجلس النواب (الألماني) يرون الأمور أيضاً من هذا المنظار، ولن يسمحوا لأنفسهم بالخضوع لترهيب». وتابع: «إذا قبِل المرء (مرة واحدة) بتقديم تنازلات في مقابل مصالح سياسية قصيرة الأجل، سينتهي به الأمر إلى تقديم تنازلات مرات كثيرة. وهذا سيكون سيئاً بالنسبة إلى ألمانيا وأوروبا والعالم». واستبعد سركيسيان أن يدفع التصويت تركيا إلى مراجعة اتفاق أبرمته مع الاتحاد الأوروبي، للحدّ من تدفق اللاجئين إلى أوروبا، إذ اعتبر أن الاتفاق «هشّ في أي حال، وسيكون تطبيقه صعباً على المدى البعيد، مع شريك مثل تركيا». في المقابل، وصف رئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم مشروع القرار بأنه «سخيف»، وزاد: «إنه تصويت بلا قيمة بالنسبة إلينا، وسيكون باطلاً ولا مفعول له، لن يحصل شيء. يجب أن نترك التاريخ للمؤرخين». وحذّر من أن الأمر «سيؤذي العلاقات» بين أنقرةوبرلين، مستدركاً أنه لن يعرقل الاتفاق مع الاتحاد الأوروبي حول الهجرة، وزاد: «تركيا ليست دولة قبائل، لديها تقاليد عريقة وليست دولة تمارس الابتزاز والتهديد، وتُعدّ خططاً مضادة». واعتبر يلدرم أن ظروف قتل الأرمن «كانت واحدة من أحداث عادية يمكن أن تقع في أي مجتمع، وفي أي بلد، وحدثت عام 1915، في ظروف الحرب العالمية الأولى». وحضّ البرلمان الألماني على «ألا يصمّ آذانه عن صوت» حوالى 3 ملايين تركي يقيمون في ألمانيا، معرباً عن أمله بأن «يسود الحسّ السليم وألا يظهر قرار مشابه مقلق».