شيّع أهالي قرية تينزاواتين التي يمتد جزء منها داخل حدود الجزائر والآخر داخل حدود مالي، جنازة ثلاثة من أفراد الحرس البلدي قُتلوا في هجوم استهدف قافلة لحرس الحدود في منطقة «تلوغات» أول من أمس وأوقع 11 قتيلاً من أفراد الأمن. وقالت مصادر أمنية ل «الحياة» إن زعيم الفرع الصحراوي لتنظيم «القاعدة» يحيى جوادي (أبو عمار) هو المشتبه الرئيسي في الوقوف وراء العملية. وتجمّع آلاف من أهالي تينزاواتين - إحدى القبائل الطارقية - عند مقبرة القرية لتشييع جنازة الضحايا الثلاثة من الحرس البلدي الذين كانوا يرافقون قافلة حرس الحدود التابعة للدرك الجزائري في مهمة عادية على الشريط الحدودي. وحضر عدد من المسؤولين العسكريين جنازة كل من كوكان غالي ووازغو مينو وسيدية عبدالرحمن، فيما تكفّلت مؤسسة الجيش بنقل جثث رجال حرس الحدود وغالبيتهم من ولايات في شمال الجزائر. وذكرت مصادر «الحياة» أن جنازة الحراس البلديين الثلاثة شُيّعت في مقبرة تينزاواتين وسط استياء عارم في المدينة القبلية الصغيرة. وعبّر أحد أعيان المنطقة عن استيائه البالغ لاستهداف من وصفه ب «التنظيم الإرهابي» قوة حرس الحدود والأعوان الثلاثة من الحرس البلدي الذين قال إنهم «يتحدرون من عائلات طارقية معروفة». وترك القتلى الثلاثة عدداً من الأبناء اليتامى والعائلات التي كانت تقتات من مدخول عملهم في مفرزة تينزاواتين. وقال مصدر ل «الحياة» إن التحقيق الأولي للأجهزة الأمنية يفيد أن الدليل واغي بدة، وهو عنصر ضمن القافلة صُنّف مفقوداً منذ الاعتداء، خُطف على الأرجح من قبل مسلحي التنظيم بعدما أصيب بطلقات نارية. وأوضح المصدر الذي رفض كشف اسمه: «الدليل قد يكون أُصيب إصابات بليغة، وخُطف إلى وجهة في عمق الأراضي المالية». ويُعرف الدليل واغي بدة بأنه إطار متقاعد من الجيش، ومنذ تقاعده ظل يشتغل دليلاً لحرس الحدود، ويوصف بأنه أحد أدرى سكان تينزاواتين بالمواقع الصحراوية المحيطة بالمنطقة. ووصف المصدر الموقع الذي وقع فيه الهجوم بأنه يبعد أقل من 500 متر عن الشريط الحدودي مع مالي، وذكر أن قافلة حرس الحدود كانت تسير عبر طريق يحاذي الشريط الحدودي في مهمة عادية لمراقبة الموقع. وأضاف أن المجموعة المنفّذة كانت تحتمي في موقع على الشريط الفاصل بين الدولتين تماماً لكنها قصدت أن يكون الهدف على الأراضي الجزائرية ولو على بعد أمتار من مالي ل «إحراج السلطات الجزائرية». وقال المصدر إن قوات من الجيش تطوّق الموقع بكامله وأغلقت منافذ برية عدة بين تمنراست وتيمياوين، أو بين تينزاواتين وعين قزام، وأكد أنه يجرى تتبع آثار المهاجمين بالاستعانة بأعيان قبليين تمكنوا أمس من تحديد الوجهة التي سلكها أتباع يحيى جوادي. ورجّح أن الأخير يقف شخصياً وراء الاعتداء ك «رد فعل على قيادة الجزائر للتنسيق الأمني مع دول الساحل والعمليات العسكرية التي أتمها الجيش بنجاح في المحور الساحلي». وتبنى «تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي» الاعتداء على القافلة في «تلوغات» من خلال مناشير وزّعها في منطقة المكمن على الحدود بين مالي والجزائر. ويوصف الهجوم بأنه الأول من نوعه في الصحراء الجزائرية منذ مقتل 13 عنصراً في الجمارك في منطقة المنيعة قبل أربع سنوات.