أوتاوا، كابول، جنيف - أ ف ب، يو بي أي - أعلن وزير الدفاع الكندي بيتر ماكاي ليل الإثنين – الثلثاء، ان الفوضى السائدة في باكستان حالياً، في ظل تنفيذ الجيش الباكستاني عملية واسعة ضد حركة «طالبان» في اقليم وادي سوات شمال غربي البلاد، يجعلها «البلد الأخطر في العالم». وأكد ماكاي ان الوضع السائد يعقد كثيراً مهمة قوات الحلف الأطلسي (ناتو) في افغانستان، حيث تنشر كندا حوالى 2800 جندي جنوب البلاد، اذ تستطيع طالبان اعادة اطلاق انتفاضة جديدة في افغانستان، مستفيدة من قدرتها على تجنيد متطرفين يتعاطفون مع الأزمة الإنسانية في باكستان والناتجة من نزوح مئات آلاف الأشخاص من سكان سوات. وأكدت مفوضية الأممالمتحدة العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة فرار اكثر من نصف مليون شخص بسبب المعارك المندلعة منذ اكثر من اسبوعين بين الجيش و»طالبان» في سوات، فيما دعا المفوض الأعلى لشؤون اللاجئين انتونيو غوتيريس الأسرة الدولية الى التحرك لمساعدة النازحين. وقال: «انها عملية عاجلة واسعة تتطور سريعاً، وتتطلب موارد كبيرة تتخطى كثيراً الموارد المتوافرة في المنطقة حالياً». وأضاف: « يصل عدد كبير من النازحين مع ما يحمله على ظهره. وهؤلاء الأشخاص هم انفسهم الذين اظهروا سخاء قبل سنوات تجاه ملايين اللاجئين الأفغان. حان الوقت الآن كي تظهر الأسرة الدولية السخاء نفسه تجاههم من خلال تمويل برامج انسانية للنازحين الباكستانيين». وأعلن عن انشاء جسر جوي لنقل «نحو 120 طناً من المواد الأساسية» الى باكستان من المستودع المركزي الطارئ التابع للمفوضية العليا للاجئين في دبي، علماً ان رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني اعلن اول من امس ان مؤتمراً دولياً للمانحين سيعقد في اسلام آباد قريباً. على صعيد آخر، قتل ثمانية أشخاص على الأقل في غارة جوية أميركية شنتها طائرة استطلاع تعمل من دون طيار على مخابئ ل «طالبان» في منطقة ساراخورا في إقليمجنوب وزيرستان القبلي المحاذي للحدود مع افغانستان، في حين قتلت القوات الباكستانية ثمانية مقاتلين من حركة طالبان. وطوقت عناصر «طالبان» المنطقة المستهدفة بعد الغارة الجوية. وقتلت القوات الباكستانية ثمانية من عناصر طالبان في منطقة تهسيل مايدن، في إطار العملية المتواصلة في إقليم وادي سوات وجوارها للقضاء على حركة طالبان، في وقت واصلت فرض حظر التجول في المنطقة وإرسال تعزيزات. وتفيد سلسلة بيانات يومية يصدرها الجيش الباكستاني ويتعذر تأكيد صحتها، ان جنوده قتلوا اكثر من 780 من عناصر «طالبان» خلال 17 يوماً من المعارك في سوات ومحيطه، في مقابل سقوط 24 جندياً في صفوفه. وكان عناصر «طالبان» استولوا قبل عامين على سوات، من دون ان ينجح الجيش الباكستاني في طردهم منها. وفي منتصف شباط (فبراير) الماضي وقعت السلطات اتفاق سلام قضى بوقف «طالبان» النار، في مقابل الموافقة على انشاء محاكم اسلامية في سوات وستة اقاليم اخرى. لكن المقاتلين الإسلاميين استغلوا وقف النار لإحراز تقدم ميداني اكبر عبر الاستيلاء على منطقتي دير السفلى وبونر المجاورتين. وبضغط كثيف من واشنطن التي اعتبرت اتفاق سوات «رضوخاً» للإسلاميين، اطلقت اسلام آباد في 26 نيسان (ابريل) الماضي هجوماً عسكرياً واسعاً لاستعادة دير السفلى وبونر وسوات.