عندما أطلق وزير التعليم السابق الدكتور عزام الدخيل البرنامج الوقائي فطن (وهو برنامج وطني لوقاية المجتمع من المهددات الأمنية والاجتماعية والثقافية والصحية والاقتصادية)، توالت الاجتماعات واللقاءات وورش العمل، لتنفيذ المبادرة وتطبيقها على مدارس التعليم العام كافة، بهدف تصحيح المفاهيم لدى طلاب وطالبات التعليم العام، فبادرت إدارات التعليم في مناطق ومحافظات المملكة كافة بتكثيف أعمالها في تنفيذ ورش العمل، وطرق أساليب التعليم ودرسها ووضع آلياتها، والأسلوب الذي سيتم تعليم الطلاب والطالبات من خلاله. البرنامج يستهدف المجتمعات التعليمية بالتعاون مع المؤسسات ذات العلاقة، مثل: وزارة الداخلية، والعمل والتنمية الاجتماعية، والصحة، والشؤون الإسلامية، إضافة إلى الرئاسة العامة لرعاية الشباب (سابقاً) والجامعات، ويسعى البرنامج لتحقيق غايات فطن من خلال إعداد وتصميم المخرجات التي ستقدم للمجتمعات المستهدفة، مثل حقائب تدريبية، ومدربين، وبرامج تدريبية، وحملة توعوية، ومراكز استشارات، وبناء علاقات فاعلة مع المؤسسات ذات العلاقة، وفرق تطوعية، وذلك بالتواصل مع الجميع من خلال الموقع الإلكتروني للبرنامج أو غيره من وسائل التواصل الأخرى، مستثمرين مصادر الدعم المادي والمعنوي كافة من خلال الشراكات مع القطاع الخاص، والحصول على الأوقاف لتأمين استدامة البرنامج. ومن المتوقع أن يتوافر لدى البرنامج خبرات متنوعة في مجال إدارة المشاريع الوقائية، ومن المأمول أن يتطور البرنامج ليصبح أكاديمية مختصة وبيت خبرة عالمي في مجال البرامج الوقائية، كما يهدف إلى التحصين النفسي للطلاب والطالبات لوقايتهم من المخدرات، والسلوكيات الخطرة، والأفكار المنحرفة، ويعزز القيم الدينية، والاجتماعية، والأخلاقية. وكان القياديون في وزارة التعليم المشاركون في ملتقى «فطن» أخيراً، وافقوا على قبول 40 مبادرة من الشباب المتقدمين في مبادرات التطوع من بين أكثر من 320 مبادرة. وتخدم طلاب وطالبات المدارس الحكومية والأهلية، وتهدف إلى تنسيق جهود المتطوعين من الطلاب والطالبات وإكسابهم المهارات اللازمة لقيادة العمل التطوعي بكفاءة واقتدار. واستعرض الملتقى بعض التجارب الناجحة في مجال تقديم الخدمات التطوعية، كما ناقش مفاهيم وقيم غرس المواطنة في نفوس الطلاب والطالبات، من خلال الأعمال التطوعية، وتكوين فرق عمل تطوعي جاهزة لتلبية نداء العمل، وتنسيق جهود العمل التطوعي بالتنسيق بين المتطوعين من الطلاب والطالبات والجهات الراغبة في خدماتهم، والتعرف على أهم المشكلات التي تواجه المستهدفين وسبل حلها، وتحفيز المترددين لاقتحام العمل التطوعي وتدريبهم على كيفية قيادته. واستقطب برنامج «فطن» الفرق التطوعية في مجالات متنوعة، منها الطبية، والوطنية، وخدمات المجتمع، ومكافحة التعصب الرياضي، وصولاً إلى دعم الأسر المنتجة، ورعاية الأيتام، وتقديم الخدمات للمسنين، وأطفال التوحد، والاهتمام بالمساجد، وغرس ثقافة التطوع، وتفعيل طاقات الأفراد والمؤسسات، والمسؤولية المجتمعية، ودعم الأعمال التطوعية إعلامياً. فيما أكد المدير العام لبرنامج «فطن» ناصر العريني أخيراً، أن الملتقى جمع المتطوعين والراغبين في الالتحاق بالعمل التطوعي من الطلاب والطالبات تحت سقف واحد، من أجل تنسيق جهودهم وصقل خبراتهم وفتح آفاق جديدة من العمل التطوعي أمامهم وعرض أهم تجاربهم وأثرها في المجتمع. وعبّر عن أمله في أن تكون الملتقيات أسهمت في تحقيق أهدافه التي تمثلت في نشر ثقافة العمل التطوعي، والاستفادة من ذوي الخبرات والأفكار التطوعية الناجحة في قيادة العمل التطوعي. فيما تطرق مختصون أكاديميون في مجال «فطن» إلى أثر العمل التطوعي في «السعادة الداخلية»، مستعرضين أهمية العمل التطوعي في الإسلام وفوائده، وصولاً إلى نتائجه المباشرة والمؤثرة على مصادر السعادة الداخلية. كما استعرضوا في الورش العلاقة بين العمل التطوعي والسعادة الداخلية، وتجربة فريق «شناص غير» التطوعي في إحدى المدارس، وإسهام دور الإعلام في التأثير، وتسليط الضوء على كيفية اختيار الأسلوب الأمثل في الجذب الذكي، والإقناع بطرق ذكية في توصيل الدعوة. وكان ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية محمد بن نايف وافق على تأسيس مجلس أمناء «فطن» برئاسته الفخرية، وعضوية وزراء الداخلية، والشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، والعمل والتنمية الاجتماعية، والثقافة والإعلام، والهيئة العامة للرياضة، ومركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني.