أكدت السعودية اليوم (الإثنين)، التزامها جميع المواثيق الدولية التي انضمت إليها، «والتي لا تتعارض مع أحكام الشريعة الإسلامية»، داعية إلى العمل المشترك من أجل حماية حقوق الإنسان، وعدم تسييسها. وأشارت السعودية خلال مناقشة تقريرها الأول عن حال حقوق الإنسان اليوم في مقر الجامعة العربية، إلى ما تشهده المنطقة من «مآس»، وانتقدت «الصمت العالمي» حيال ما يجري في فلسطين وسورية واليمن من انتهاكات لحقوق الإنسان. وعد رئيس هيئة حقوق الإنسان بندر العيبان، الذي رأس اليوم في القاهرة وفد السعودية المشارك في أعمال الدورة العاشرة للجنة حقوق الإنسان العربية، الميثاق العربي لحقوق الإنسان «أهم الصكوك الإقليمية الشاملة في حقوق الإنسان». وشدد العيبان في كلمته على التزام بلاده «حماية حقوق الإنسان وتعزيزها، انطلاقاً من منهجها الراسخ المستمد من الشريعة الإسلامية التي أوجبت حماية حقوق الإنسان وحرَّمت انتهاكها على نحوٍ يوازن بين مصالح الفرد والمجتمع». وأكد رئيس هيئة حقوق الإنسان تعاون السعودية مع جميع الآليات الدولية والإقليمية التي لا تتعارض مع الشريعة الإسلامية، مشيراً إلى أن تقديم تقرير السعودية الأول يأتي في إطار التعاون مع هذه الآليات التي تعزز العمل الدولي المشترك من أجل حماية وتعزيز حقوق الإنسان. وأوضح أن التقرير يتضمن «معلومات مفصلة عن الجهود والمنجزات المتحققة في مجال حقوق الإنسان على أرض الواقع في المملكة، في إطارٍ قانوني ومؤسسي يعزز ويحمي حقوق الإنسان، تعززه التدابير الرقابية، ووسائل الانتصاف الفعالة». وأكد العيبان أن السعودية «ملتزمة جميع المواثيق الدولية التي انضمت إليها والتي لا تتعارض مع أحكام الشريعة الإسلامية، وتدعو إلى العمل المشترك من أجل حماية حقوق الإنسان بعيداً عن تسييسها». وقال: «تشهد المنطقة عدد من المآسي والتي وقف العالم صامتاً أمامها، والتي يأتي في مقدمتها القضية الفلسطينية، إذ يتعرض الشعب الفلسطيني لأبشع انتهاكات حقوق الإنسان، والمتمثلة في قتل المدنيين، لا سيما النساء والأطفال، والاعتقالات التعسفية، وممارسة التعذيب، وهدم المنازل، والتمدد الاستيطاني، وتهويد القدس الشريف، وتجريد الشعب الفلسطيني من أبسط حقوقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف». ولفت رئيس هيئة حقوق الإنسان إلى أن المجتمع الدولي «ما زال يقف مكتوف الأيدي أمام ما يتعرض له الشعب السوري من جرائم بشعة على يد النظام الفاقد شرعيته، والذي ما زال يشن هجماته الوحشية التي ذهب ضحيتها مئات الآلاف من الأبرياء، جُلهم من الأطفال، والنساء، والشيوخ، مستخدماً في ذلك كل أنواع الأسلحة والعتاد، بما في ذلك الأسلحة المحرمة دولياً، فضلاً عن تهجير الملايين من أبناء شعبه». وقال بندر العيبان: «المملكة إذ تشدد على أهمية العمل الدولي من أجل التصدي لهذه الانتهاكات الجائرة وتدعو نظام الأسد إلى السماح للمساعدات الإنسانية للدخول للمناطق المنكوبة في سورية». وعن اليمن قال: «ما تزال ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح تمارس القتل والتشريد للشعب اليمني وعدم الانصياع للقرارات الدولية ومواصلة أعمالها التخريبية». وقال: «يشهد العالم اليوم تصاعداً في وتيرة الإرهاب وتنامي جذوره، وحذَّرت المملكة منه مراراً، وعملت على التصدي له بجميع السبل، ودعت إلى تعزيز التعاون الدولي لمواجهته بكل الوسائل حفاظاً على استقرار الإنسان في كل مكان»، مشدداً على ضرورة «التصدي للإرهاب ومحاربته، ودعم الجهود الدولية للقضاء عليه، وعلى ضرورة تصدي العلماء والمثقفين له ومواجهته فكرياً بكافة السبل والوسائل».