طهران، أبو ظبي – أ ب، رويترز، ا ف ب – أعلنت طهران أمس، أنها «لم تتلقَ معلومات رسمية» في شأن تجميد دولة الإمارات حسابات مصرفية إيرانية على أراضيها، فيما أكدت الإمارات أنها «عرقلت نشاطات ممنوعة» تطبيقاً لقرارات مجلس الأمن. وعلّق وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي على تجميد الإمارات حسابات مصرفية إيرانية على أراضيها، قائلاً: «لم نتلقَ معلومات رسمية في هذا الشأن». واكد ان «النشاطات الاقتصادية بين ايرانوالامارات تسير في شكل طبيعي ونمت في شكل متواصل خلال السنوات الخمس الماضية». وأشار الى «حصول تطوّر في النشاطات الاقتصادية لرجال الاعمال والتجار الذين يمارسون نشاطاتهم في الخليج الفارسي، مثل عمان وقطر، خلال السنتين الأخيرتين». وأعلن متقي وجود «مركز لاتخاذ تدابير اقتصادية خاصة لمواجهة العقوبات وآثارها المحتملة»، لافتاً الى ان «هذا المركز استطاع خلال السنوات الخمس الماضية، عبر الإجراءات الذكية التي اتخذها، تنظيم معاملات اقتصادية بقيمه 180 بليون دولار». وقال ان «للحكومة الإيرانية ديبلوماسية اقتصادية خاصة لمواجهة الحظر». في المقابل، قال ممثل الامارات لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية حامد الكعبي ان «الامارات تتخذ تدابير لضمان الأمن النووي ودرء اي تهديد باستخدام (الطاقة النووية) لأغراض غير سلمية». وأضاف على هامش منتدى المبادرة العالمية لمكافحة الارهاب النووي في ابو ظبي: «نتيجة لتطبيق قرارات مجلس الامن، عرقلت الامارات النشاطات الممنوعة بموجب المعايير الدولية». جاء ذلك بعدما عمّم المصرف المركزي الاماراتي على المصارف والصرافين وشركات الاستثمار والتمويل العاملة في الدولة، مذكرة أمرت بتجميد حسابات 41 شخصاً ومؤسسة إيرانية. واشار الى ان القرار يستند الى العقوبات «المتعلقة بحظر انتشار الأسلحة النووية». في غضون ذلك، أكد الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد أن «الاستكبار العالمي بقيادة اميركا، يفترض ان في إمكانه عزل إيران، لكن العالم يعلم انه إذا راجع الحقائق، سيجد أي دولة هي معزولة وأي دولة تحبّها الأمم». وأفادت قناة «برس تي في» بأن نجاد أمر بتطبيق مشروع قانون صادق عليه مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني في حزيران (يونيو) الماضي، يدعو إلى فرض مقاطعة تامة للمنتجات الإسرائيلية المنشأ. الى ذلك، أعلن رئيس «المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية» علي أكبر صالحي تدشين مفاعل «بوشهر» النووي منتصف أيلول (سبتمبر) المقبل. وقال: «نحن راضون عن التعاون مع الروس، وثمة 3000 خبير يعملون في المفاعل». وفي إطار العلاقات بين طهرانوموسكو، اعتبر وزير الدفاع الإيراني أحمد وحيدي أن روسيا «ملزمة وفقاً للعقد الموقع بين البلدين، بتسليم إيران منظومة صواريخ أس -300». وشدد على ان لا علاقة لقرار العقوبات الذي أصدره مجلس الأمن أخيراً، بتأخير تسليم طهران صواريخ «أس -300»، مشيراً الى ان «موسكو تعهدت إعلان موقفها الرسمي في هذا الشأن بعد اجتماع مجلس الأمن، لكنها لم تفعل بعد». ولفت الى ان بلاده سددت جزءاً من قيمة الصفقة. في واشنطن، حذر السفير الإسرائيلي لدى الولاياتالمتحدة مايكل أورن من ان ايران قد ترد على العقوبات الأميركية ضدها، بشنّ حرب أو أعمال عنف في المنطقة، من خلال حليفيها «حزب الله» اللبناني وحركة «حماس» في قطاع غزة. وتساءل في حديث لمجلة «فورين بوليسي»: «هل يمكن إيجاد وسيلة لحرف الأنظار عن العقوبات، أفضل من إشعال حرب أخرى في الشرق الأوسط؟». من جهة أخرى، عرض التلفزيون الإيراني الثلثاء شريط فيديو جديداً يظهر فيه رجل يعرّف عن نفسه بوصفه العالِم النووي الإيراني شهرام أميري، يؤكد «نجاحه في الإفلات من قبضة عملاء استخبارات أميركيين في فيرجينيا». وقال ان «العملاء الأميركيين قد يوقفوه في أي لحظة»، مؤكداً انه لم «يخن» بلده ولم يسلّم «أي ورقة مكتوبة» إلى أحد. واعتبر مسؤول أميركي أن «من السخف أن يزعم أحد ان الولاياتالمتحدة خطفت هذا الشخص. إذا كان في وسعه إعداد شرائط فيديو، يُعتبر الزعم بأن الأميركيين يحتجزونه رغماً عنه، مخالفاً للمنطق». على صعيد الوضع الداخلي، أفادت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (إرنا) بأن محكمة عسكرية أصدرت حكماً بإعدام رجلين متورّطين في وفاة ثلاثة متظاهرين معارضين احتُجزوا في سجن «كهريزاك» بعد اعتقالهم خلال الاضطرابات التي أعقبت الانتخابات الرئاسية في حزيران (يونيو) 2009. وأشارت الوكالة أيضاً إلى صدور «حكم على تسعة آخرين بالسجن والجلد، وتبرئة آخر».