أعلنت وزارة الخارجية العراقية نيتها استدعاء السفير التركي لدى بغداد لتسليمه مذكرة احتجاج على قصف قرى حدودية في إقليم كردستان، فيما طالبت حكومة الإقليمأنقرة بتسوية «في إطار الخيار الديبلوماسي واحترام مبادئ القانون الدولي». وقال وكيل وزارة الخارجية العراقية وليد عباوي في تصريح صحافي إن «الأسلوب العسكري الذي تستخدمه تركيا لحل مشكلة حزب العمال الكردستاني مرفوض»، مؤكداً أن بغداد وأربيل تستنكران القصف التركي للمناطق الحدودية «بحجة مهاجمة عناصر الحزب». وأضاف أن «اللجنة العراقية - التركية المشتركة كانت حققت نتائج إيجابية في التضييق على نشاط حزب العمال من خلال التعاون والتنسيق بين الجانبين»، معتبراً أن «الطريقة المثلى لوقف هجمات الحزب هي تقليص مساحة تحركات عناصره ومصادر تمويلهم، فضلاً عن الاتجاه إلى الحلول السياسية». ولفت إلى أن «هناك لجنة ثلاثية عراقية - تركية - أميركية تعكف منذ فترة على مناقشة مشكلة حزب العمال الكردستاني لوضع خطط للحد من نشاطه على الأراضي العراقية»، مستنكراً في الوقت نفسه «العمليات العسكرية التي يشنها عناصر الحزب على أهداف عسكرية تركية». من جهته، دعا الناطق باسم حكومة إقليم كردستان العراق كاوة محمود إلى حل المشكلة سلمياً. وقال ل «الحياة»: «نطالب بتفعيل الإجراءات التي تدخل ضمن الخيار الديبلوماسي لحل المشاكل بطرق سلمية ومن خلال الحوار بعيداً من لغة التهديد والتصعيد العسكري وفي إطار احترام مبادئ القانون الدولي وأعراف حسن الجوار واحترام سيادة العراق». وأوضح أن «القضية تتعلق بتطبيق بنود القانون الدولي، واحترام السيادة العراقية وعدم اللجوء إلى لغة التهديد واستخدام الخيار العسكري والقتالي لحل الأزمات والمشاكل». وكانت الأوضاع تفاقمت على الحدود اثر عمليات عسكرية متبادلة بين الجيش التركي و «حزب العمال الكردستاني» الذي يرفع السلاح ضد أنقرة منذ ثمانينات القرن الماضي للمطالبة بإقامة دولة كردية جنوبي تركيا. وقُتل 11 جندياً تركياً وجرح 12 إثر هجوم مسلح شنه عناصر الحزب على ثكنة عسكرية، فيما ردت الطائرات التركية بقصف مناطق قال الجيش إنها مقار للحزب. وتوالت العمليات العسكرية بعد ذلك لتسقط مزيداً من القتلى والجرحى. وهدد «العمال» بنقل الحرب إلى داخل المدن التركية، فيما شدد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان على أن بلاده لن تبقى صامتة. ولا يزال القصف المدفعي التركي يستهدف قرى ومناطق كردية داخل الحدود العراقية في شكل متقطع، ما أجبر سكانها على النزوح.